ضياع الفردوس بين أمانة بغداد ومجلس الوزراء |
اقترن اسم ساحة الفردوس على الصعيدين المحلي والدولي باليوم الرسمي الحاسم لإعلان سقوط الطاغية صدام حسين بسقوط نصبه التذكاري في هذه الساحة ، ويرمز المكان أيضا في ذلك الوقت ومن خلال نصب بديل لانطلاق التجربة الديمقراطية في العراق لكن هذه الرمزية بصورتيها اختفت بسبب إهمال أمانة بغداد ووعود الأمانة العامة لمجلس الوزراء . هذه الساحة ذات الدلالات الكبيرة تحولت الآن إلى أنقاض واختفى أيضا النصب الرمزي لتحرير العراقيين وأصبحت الساحة خالية تماما من أية دلالة وهي تعبر فعلا عن فوضى هذا المكان وأصبح دلالة لفوضى الخدمات في كل ساحات بغداد والساحات العامة في المحافظات ، ويقال بان الجهات ذات العلاقة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء طلبت من أمانة بغداد إيقاف تطوير هذه الساحة على أمل الشروع بإعادة أعمارها بطريقة تتناسب مع حجم الحدث التاريخي الذي شهدته مع حوادث تاريخية سابقة . حيث كانت هذه الساحة مكانا لنصب الجندي المجهول في العهد الجمهوري الأول ومعروف إن المعماري رفعت الجادرجي كان قد نفذ هذا النصب عام 1959 بتكليف من الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم لتخليد الجنود الذين ضحوا من اجل العراق ، ولعل هناك جهات معينة تحاول إن تعيد هذا النصب القديم ، وفعلا عرضت التخطيطات القديمة للنحات الجادرجي للساحة ونصبها ومارست ضغوطا لإعادة بناءها مجددا لكن هناك وجهات نظر أخرى تعتقد بان هذا النصب أصبح قديما ولا يعبر عن هذه المرحلة ومعطياتها الجديدة ، وان وجود نصب الجندي المجهول في هذا المكان سيكون عبئا على المنطقة وسيتسبب في اختناقات مرورية وهو لا يصلح إن يكون نصبا رسميا تقام فيه احتفالات يحضرها كبار المسؤولين وبينهم كما هو معتاد ملوك وأمراء ورؤساء من ضيوف العراق ، ولعل العودة للجندي المجهول في ساحة الاحتفالات الكبرى هو الخيار الأفضل من نواحي متعددة فهو يعبر عن رمزية التضحية وبدلالات عراقية لا علاقة لها بالنظام السابق وقد صممه فنان عراقي معروف بحبه للعراق وفي مكان مفتوح وجميل ولائق لإحياء هكذا مناسبات . وسؤالي المهم الذي يتبادر في ذهن آلاف العراقيين كل يوم وهم يمرون من ساحة الفردوس وهم يرددون بأنها أصبحت ساحة جحيم ومنظر كئيب ، فما الذي تنتظره الأمانتين أمانة بغداد والأمانة العامة لمجلس الوزراء لإعادة الحياة لهذه الساحة التاريخية وإعادة نصبها التذكاري الذي ظهر بعد سقوط الصنم إلى مكانه مهما كانت دلالاته التعبيرية حيث اقترن في ذاكرة الشعب والمكان لاسيما وان هذه الساحة تمثل قلب بغداد ، يذكر إن أمانة بغداد قد أزالت هذا النصب الذي قام بتصميمه جماعة تطلق على نفسها ( ناجون ) يرمز للوحدة الوطنية يظهر توحد عدد من الأفراد وهم يرفعون شمسا سومرية قام بتنفيذه الفنان الراحل باسم حمد ، فمتى ينبض هذا القلب أيها الأمانتين ..؟ . |