الأسابيع الأخيرة شهدت فرنسا أكثر من عملية إرهابية توحي لنا نحن أبناء الشرق الأوسط إن المدن الفرنسية سهلة للإرهابيين الذين يمكنهم تنفيذ عملياتهم الإرهابية بيسر وسهولة سواء عبر القتل بالسلاح والتفجير أو الدهس بالشاحنات أو الذبح بالسكاكين وهي سيناريوهات حصلت في فرنسا في فترة زمنية وجيزة مما يعني لنا إن داعش تنشط في فرنسا بشكل كبير قد يقود في نهاية المطاف لأن تستولي داعش على مدينة أو قرية صغيرة في عاصمة النور وتعلن هنالك أمارتها الأوربية الأولى.
ربما يستبعد البعض هذه الأمارة ولكن الواقع يؤكد إن ردع الإرهاب في أوربا ليس بمستوى طموح المواطن الأوربي الذي بإمكانه أن يستغني عن الكثير من الحرية مقابل الأمان على الرغم من إن هنالك من يعارض تقييد الحريات من باب المعارضة الشكلية ولكن واقع ألأمر يقول إن على الحكومات الأوربية بصورة عامة وباريس بصورة خاصة أن تكون أكثر حزما في حربها ضد الإرهاب ليس في مدنها فقط بل في عموم العالم من أجل تجفيف منابعه الفكرية والمادية خاصة إذا ما عرفنا إن الإرهاب يحتاج لكي ينشط إلى عامل فكري يغسل الأدمغة وأموال تملأ الجيوب وعندما يتوفر العامل الفكري عبر الفتاوي الجاهزة والمال يصبح تجنيد الإرهابي سهلاص جدا في بلدان كثيرة وهو ما يحصل الآن في أكثر من دولة.
من هنا نقول إن فرنسا في خطر وعليها أن تفترض نفسها دولة شرق أوسطية تعاني من الإرهاب وأن تضرب بقوة وأن لا تجامل من يدعم الإرهاب مهما كانت مصالحها معه سواء عقود تسليح أو شركات نفطية أو علاقات تجارية لأن الإرهاب لم يعد تحت السيطرة بقدر ما إنه فلت وبات وحشا منفردا حينا وخلايا نائمة ويقظة في نيس وباريس وغيرهما من مدن باريس التي لم تعد آمنة لسكانها.
هواجس الفرنسيين كبيرة ومخاوفهم تزداد مع كل عملية إرهابية تحصل وهذه الهواجس في فرنسا لا يمكن إيقافها بتصريحات تهدئة هنا وهناك بقدر ما إنها تحتاج لعمل ملموس ينهي داعش في الشرق الأوسط أولا كي تنتهي في فرنسا وعموم القارة العجوز التي بات سكانها في غاية الرعب وهم يتجولون في مدنهم التي ظلت بعيدة عن ذئاب داعش .