العرب وأحزاب القرن العشرين |
حركات واحزاب وتنظيمات دينية ويساريه ..قومية واشتراكية …اجتاحت الوطن العربي بعد الحرب العالمية الاولى وقبل وبعد الحرب العالمية الثانيه ..لتنشر ايدلوجيتها بين أبناء الشعب العربي ..استطاع البعض منها التوغل داخل المجتمع العربي بسرعة كبيرة خصوصا بعد النكسة الكبيرة التي تعرضت الامبراطورية العثمانية وادت الى نهايتها عام 1923..بعد ان انتشر نفوذها على اجزاء كبيرة من العالم لما يقارب ال 600 عام.. ومن اجل اعادة الروح الاسلامية الى روح المواطن العربي ..بشكل خاص والاسلامي بشكل عام ..نشأت حركة الاخوان المسلمين عام 1928 على يد مرشدها الاول ((حسن البنا)) تجاوزت افكار هذه الحركة معقلها الاول مصر لتنتشر بين ارجاء الوطن العربي ووصلت الى دول اسلاميه اخرى خارج نطاق الوطن العربي ..حتى اصبح لها نفوذ وشعبية كبيرة أدت الى مشاركتها في الحكم في العديد من الدول …وصُنفت كحركة ارهابية في روسيا وكازخستان ..وكذلك في مصر والسعودية بعد انقلاب عام 2013 ألذي اطاح بحكم الرئيس المخلوع محمد مرسي.. علما ان جميع الحركات الاسلامية بل أن الاسلام تعرض الى تشويه صورته ..بعد ان قامت الدول الكبرى والدول المعادية للاسلام ..بانشاء ودعم حركات و منظمات ومليشيات اسلامية متطرفة ملأت الارض رعب وتفخيخا ..قتل وذبح ..حتى اصبحت صورة الاسلام مشوهة امام العالم ..عكس الصورة السامية لمنهج الاسلام الحقيقي ..؟؟التي تدعو الى المحبة والسلام .. ثم جاء الحزب الشيوعي ليرى النور في العراق في 31/اذار/1934 على يد مؤسسه ((يوسف سلمان يوسف )) الذي عُرف باسمه الحركي (فهد)…وهو من الاحزاب العريقة على الساحة العراقية وكانت له بصمات في الواقع التاريخي السياسي في العراق ..الا ان هذا الحزب اضمحل وضعف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991..ولم يعد له اي تاثير سياسي خصوصا في الوطن العربي .. وفي السابع من نيسان من عام 1947 تم تاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي على يد مؤسسة ميشيل عفلق تحت شعار ((أمة عربية واحدة ذات رساله خالدة )) وهذا الشعار هو تجسيد الوحدة العربية ..الا ان هذا الحزب فشل في ادارة شؤون العراق بعد الانقلاب الذي قاده على حكومة ((عبد الكريم قاسم ))..في الثامن من شباط عام 1963 .. ثم عاد في عام 1968 ليقود ثورة ضد حكومة الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف هذه الثورة قادها مجموعة من الرجال الوطنيين استطاعوا بداية ووسط السبعين من القرن الماضي النهوض بالعراق اقتصاديا وثقافيا وعسكريا وبلغ العمران في ذلك العهد درجة كبيرة من الرقي والتقدم حتى اصبح العراق محط انظار العالم وقبلة للوطن العربي ..الا انه عاد وفشل مرة اخرى بعد ان اختزلت مبادئه وافكاره وسياسته..بعقلية واحدة لاغير ..أدت الى اضعافه ..ثم انهياره بالكامل بعد جريمة احتلاله عام 2003. على يد الطاغوت الامريكي وحلفائه ..وللانصاف لابد من الاعتراف ان التطور الذي حصل في العراق في العقد السبعيني من القرن الماضي قد تعرض الى الكثير من الدسائس والمؤمرات ..الا انها فشلت لان الحكومة العراقيه انذاك استطاعت تشكيل جيش واجهزة امنية على مستوى عال من القوة و الاداء والتخصص … ولا اريد ان انسى حركة القوميين العرب ..التي كانت عنواناً من عناوين النضال ضد الاحتلال ..وكانت تسعى للحصول على الاستقلال للدول العربية التي احتلت بعد الحرب العالمية الاولى والثانيه ..وكانت نكبة احتلال فلسطين عام 1948 ..اعلان ولادة هذه الحركة التي ضمت في عضويتها قادة بارزين من فصائل المقاومة الفلسطينية واخرين من العرب..الا ان هذه الحركة ومع المتغيرات والمؤامرات على الوطن العربي ..غابت بصماتها الفعلية على الارض ..بسبب تبعية البعض من الحكام العرب وتسلطهم على رقاب شعوبهم …وهذا لايعني انها أَفَلتْ بل بقيت ((كفكر وقلم ))يعمل على اعادة الروح القومية للوطن العربي .. ولكن ليس بالقوة التي كان عليها في القرن الماضي … اما بقيت الاحزاب الدينية فهي على العموم احزاب دكتاتورية لا تؤمن بالفكر الاخر ..وجميعها يتحرك وفق اجندة سياسية لهذه الدولة أو تلك ..؟؟ من كل هذه المقدمة ..يطرح سؤال نفسه على الساحة العربية ..هل ماتت احزاب القرن العشرين ؟؟؟..أم انها اصيبت بغيبوبة طويلة الامد ؟؟؟ وهل من الممكن ان يعود البعض منها ليعيد للامة العربية كرامتها وموقعها بين الامم ..؟؟؟ أقول برأي المتواضع جدا ..ليس بعد بل الامر يحتاج الى عقود من الزمن قد تستطيع بعض من تلك الاحزاب الحصول على ثقة شعوبها ..كي تعود لقيادة سفينة العرب ..مستفيدة من الدروس والعبر القاسية والمؤلمة التي سببتها لشعوبها العربية ….أذا ماعلمنا ان القوى الاستعمارية تعمل اليوم على تجزئة المجزء من الوطن العربي ..والاهم من ذلك ان القوى الاستعمارية قد وضعت خطوطاً حمرا لا يمكن تجاوزها وذلك بجعل المواطن العربي يلهث وراء الحصول على لقمة عيشه لا يفكر بغيرها ولا تهمه امور امته وشعبه بقدر ما يهمه الحصول على قوت يومه …وكذلك تُبقي على اقتصاديات الدول العربية وخصوصا الكبرى منها المحاذية لحدود اسرائيل ضعيفا كي لاتستطيع مجارات الكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا …وهكذا لبقية لدول العربية الاخرى التي تشكل العمق الجغرافي للدول العربية التي أشرت لها انفا … وأخيرا نقول لقد جنينا على انفسنا نحن العرب ..لقد صفقنا لحكامنا ومن لف لفهم..وجعلنا من البعض منهم الهة تعبدنا بها ..ونذرنا دماءنا وارواحنا (فدوة) لهم ..رفعنا صورهم في بيوتنا وفي شوارعنا وعلى جدران طرقنا وحاراتنا ..ورفعنا صورهم في ملاعبنا ..وفي مكاتب عملنا …قبلنا ايديهم …يفجروننا ويقتلوننا ويسرقون ثرواتنا …وما زلنا ننحني لهم ….؟؟ نسير كقطيع من الغنم ونتوقف اذا نودي علينا من هذا أو ذك؟؟ ولم نستفيق من غيبوبتنا الا بعد ان وجدنا انفسنا في وحل الفقر واللاكرامة ..ولا ضمان اجتماعي وصحي وتعليمي ..ولا حقوق في الثروات ..مغتربون مهجرون في أوطاننا ..بل لا حقوق للانسان لدينا.؟؟ وغيرها وغيرها..؟؟ اغمضنا اعيننا عن رؤية شعوب العالم المتحضر …كيف تتعامل مع حكامها المتواضعين ..يركبون الدراجات الهوائية للذهاب الى عملهم ..يرتدون الملاعب دون حماية لهم..لا تستقبلهم شعوبهم بالتصفيق وتلعنهم وراء ظهورهم ..جعلوا من حكامهم خدم لهم ..لا طوابير على دوائر التقاعد ولا طوابير على النفط والغاز ..ولا ازمة في الكهرباء ..كل الحقوق محفوظة لهم .. وأصبحت نوعية الخدمات التي تقدمها حكومات هذه الشعوب هي من تحدد بقاءهم أوعزلهم ….لم يعطلوا الحياة على ذكريات تاريخية أكل الزمان عليها وشرب ..لا توجد مظاهر السلاح والسيطرات في شوارعهم واحيائهم ..الانسان اعلى قيمة من كل الوجود لديهم ….فهل سياتي اليوم الذي نتدارك به امورنا ؟ …..لك الله ياشعبي العربي.
|