مَتى اسْتَعبدتُم النَّاسَ؟

 

أحتقرُ أشخاصًا لديهم أنانية مقيتة، ولهم رغبة في استعباد النّاس. باسم السّذاجة .

إنّها درجة من الـ «زيرو» التي تلقي بظلالها هذه الأيام.

داخل كل إنسان شيطان غاضب.

إيَّاكم وغضبي حينما أثور.

من لا يعرفني فليسأل عن أيام الجاهلية لما كنت شبيها بالفرزدق وجرير وطرفة بن العبد البكري وأبي نواس، وعنترة وتأبط شراّ. ولا يزال شيطانهم يتمرَّغ في عقلي، ليستيقظ في أي لحظة عنفوان، لأن هؤلاء أجدادي، وأنا وريثهم وسليلهم في الزمن الافتراضي، الذي يتمدد في أرواح عبر السفر نحو المستقبل.

أنصتوا أو لا تنصتوا … كثيرة هي الأخطاء التي تقع. ولا نتداركها. ونبقى بـ «صَنْطِيحَةْ» ورأس غليظ، ندعي أننا أكثر انتصارا، وأكثر الناس عقلا لمحاربة الفساد والرّذيلة.

****

ما لا يعجبني، عالم يائس يدعى الاستعباد باسم القتل.

ما لا يعجبني، أشخاص ينتظرون يوم القيامة.

ما لا يعجبني مسلسل اسمه «داعش». في كل يوم حلقة جديدة. حلقاته ساخرة بما تخفيه من كواليس يلعب أدوراها ممثلون كومبارس بسيناريو غبي، ومؤلم وفظيع. كما يتركب هذا المسلسل الغبي من أبطال يموتون وينهضون للعب الدور الموالي.

العجيب في مسلسل «داعش» حلقاته لها أكثر من مخرج تلفزيوني، وأكثر من شركة منتجة متعددة الجنسيات. أما الممثلون فيتم استقطابهم عبر الكاستينغ ، في حين يشترط في العمل أن تكون لك لحية كثة وشعر أشعت ولباس أفغاني.

ما لا يعجني أن اللاعب «ميسي» المغربي، الذي كان يسدد أهدافا خاطئة، من المستبعد أن يعود من جديد للعب من جديد في البطولة الوطنية في الدورة المقبلة، لأنه في المباراة السابقة لعب بحماس ضد الفقراء والطبقة المتوسطة وحقهم في العيش. لذا لا أعتقد جازما أن هذا اللاعب سيقود المقابلة المقبلة، ويحقق الرقم القياسي باسم الزعيم.

وأيضا لا أعتقد جزاما أن يرأس ابن كيران الحكومة المقبلة. هي جولة واحدة فقط،وفرصة واحدة في الحياة. وعليه أن يعود إلى آخر الصف، ليستعد للمعارضة في شكلها الجديد. فقانون لعبة الشطرنج واضح جدا، وقانونه صارم.

أحتقر أشخاصا، لهم عشرات أو مئات الحُجَر في إقامتهم، وينامون في غرفة واحدة وفي سرير واحد، بارد، وجاحد بالكوابيس، ويضطرون في آخر الليل إلى النوم فوق «أحجار المرمر» لأنهم يعانون من آلام المفاصل والعمود الفقري.

أحتقر الأغنياء الذين لا ينامون من شدة الخوف، لأنهم مصابون بداء « الوسواس الخناس».

أحتقر العالم، لما أرى شخصا يفترش الأرض ويجعل من الشارع مسكنا، ويقتات من صناديق القمامة. وآخرون لهم إقامات مفروشة ومغلوقة إلى أجل غير مسمى.

أحتقر العالم، لما أرى أشخاصا ما يزالون ينامون في حي صفيحي، والسلطة المحلية تمنحهم بكل وقاحة شهادة السكنى عليها رقم البراكة ورقم البلوك.

أحتقر أشخاصا، لديهم حدائق بآلاف الهكتارات، لو تحولت إلى مزارع للقمح والبطاطس لقضت على سوء التغذية في مداشر بلغت سن اليأس من فقدان الماء ومعاناة سكانها من العطش.

أقف بإجلال وتقدير تجاه أب أسرة من الطبقة المتوسطة لديه ستة أبناء، وما يزال يؤمن بجدوى تعليمهم في التعليم العمومي، ويظل يناضل ويكافح من أجلهم، عبر مساعدتهم بالدروس الخصوصية. وتراه في كل موسم دراسي يقترض من البنك من أجل مواصلة تعليمهم.

 متى يصحو ضمير العدالة، الذي لم ينصف عائلة «خديجة» ذات السبعة عشر ربيعاً التي كانت تقطن بمدينة بنجرير (وسط المغرب) التي عانت من الاعتداء والظلم بعد إطلاق سراح المغتصبين. ولم تستطع هذه الفتاة القاصر صبراً عندما صرخت حينما لم تنصفها عدالة الأرض، والتجأت إلى الانتحار.