أحاديث الشارع عن الحاكم الجائر العادل

 

كثيرا مايتحدث الناس في هذه الايام في الاماكن العامه كالمقاهي والاسواق وسيارات النقل العام وفي المناسبات العامة ومظاهرات المتظاهرين .. كنت مع الناس مستقلا سيارات الاجرة تقل اكثر من عشرة ركاب الى بغداد ذهاباً وفي سيارة اخرى الى اربيل وفي عودتي الى بغداد تكرر سؤال يطرحه العامة في التنقل العام والمقاهي وكل الاماكن …. عن ايهما افضل ؟ حاكم كافر عادل ام حاكم مسلم جائر ؟؟ فعادت بي ذاكرتي الى التاريخ وما قرأته عن من قال هذه الحكمة انه ((هولاكو)) عندما غزا بغداد ذهب الى الحلة بوصفها مركز تجمع العلماء والحكماء والتقى بعلمائها لانها كما ذكرت مشهور بعلمائها وانتشار العلم فيها .. فاستفتى بسؤل وجهه الى العلماء ومن التقى بهم عن ايهما افضل لكم .. حاكم كافر عادل ام حاكم مسلم جائر .. فاحرج هولاكو الحاضرين من الحكماء والعلماء .. فأجابه .. ابن طاووس العلوي .. وهومن كبار العلماء في ذالك الزمان في بابل وبغداد .. ان الحاكم الكافر العادل افضل .. وعندما سئل عن دليله بان الحاكم الكافر العادل هو افضل … فاجاب ابن طاووس اجابة عقلية ..(( بأن لنا عدل الكافر العادل عندما يحكم وعليه وزر كفره لوحده ..بينما لنا ظلم المسلم الجائر اذا حكم ..وله لوحده اسلامه الذي يثاب عليه..)) وهو اسلام شكلي …فكانت اجابته العقلانية العميقة سببا في توقيعه على الوثيقة المذكورة والتي عن طريقها تم حفظ دماء المسلمين وماتبقى من الناس وعلى رأسهم العلماء الذين اخذوا يتسارعون في التوقيع وتأييد ما جاء بها .. فاحاديث الناس في الاماكن العامة والشارع تاخذ هذه الحكمة التي اشرت لها انفا على سبيل المقارنة بين ايام الدكتاتور المسلم الجائر في نظر المتحدثين في الشارع هي افضل من هذه الايام .. يقول احد المسافرين اثناء رحلتنا في سيارة اجرة الى بغداد .. هذه ايام احزاب المحتل الكافر التي ظاهرها الدين وباطنها وافعالها التعصب والتشدد وهدر دماء المسلمين .. هم كانوا مظلومين لجأوا للكافر بوش وبلير فجاءوا بالاحتلال ونصبوهم حكاماً على العراقيين .. ويقول احد الناس الركاب في السياره ان بريمر سن لنا دستورا ونصب المظلومين الذين كانوا خارجين على القانون زمن الدكتاتور حكاماً على العراقيين .. وهم حكام متدينون في الظاهر تحولوا في ليلة وضحاها الى حكام متعصبين متشددين طائفيين تلطخت ايديهم بالاغتيالات والتفجيرات ينفذون دستور المحتل واجناته لاضعاف العراقيين ووحدتهم .. فقال راكب ثالث في سيارت الاجره ..وقال الراكب الاخر ان الدواعش ايضا جاء بهم بوش وبريمر لانهاك العراقيين واجتثاث معنوياتهم ووضع الفرقه بينهم وتفريقهم .. ففي هذه الأحاديث التي يتناقلها الناس في الاماكن العامة تشمل كل شيء .. حيث يقول احد الجالسين في احد المقاهي ان كل شيئ هذه الايام هو خاضع للاجتثاث والمساءلة والعدالة وليس فقط الانسان بل يجتث كل شيئ بناه العراقيين في زمن الدكتاتور وهذا مايريده المحتل لتهديم العراق شعبا وعلما وبناء وقوانين عادلة في التربية والصحة والاعمار والصناعة فحكامنا اليوم ينفذون ما خطط له المحتل .. فقد اجتثت الصناعة من العراق ومن يتكلم باعادتها يجتث كما حدث قبل ايام لوزير الصناعة الذي اراد ان يعيد نشاط الصناعة فاتهموه بالفساد.. واعتراض حكومة بابل على درج اثار بابل في لائحة التراث العالمي بحجة انها وثنية وان نبو خذ نصر هو دكتاتور وصديق الدكتاتور والحقيقة هي طمعا في ايرادات المنتجع المالية التي تدر على المنتفعين الملايين بلا حساب ..وعندما جلست في احد مقاهى المدينة تحدث الجالسين في نقاشاتهم الحادة عن الكهرباء عن زمن الدكتاتور الافضل فيما يخص الكهرباء حيث كان رغم الحرب والحصار لم يات العراقيين بمولدات اهلية والكهرباء مستمرة 24 ساعة بلا انقطاع ورغم عمل عشرات المصانع فلم يشكو العراقيين من اي انقطاع في الكهرباء .. واليوم في حكم احزاب المحتل المتدينة المسلمة صرفت على الكهرباء مليارات تغذي العراقين عشرات السنين بلا تحسن في الكهربا .. وتحدث احد الجالسين ان سبب المظاهرات في 2015  هو الكهرباء واليوم نحن في 2016 والكهرباء لم تتحسن هي ذاتها والمظاهرات مستمرة ووزير الكهرباء لم يتغير .. وتحدث احد الجالسين في المقهى عن مجانية التعليم ومحاولات اجتثاث مجانية التعليم من قوانين التربية وتحويل مجانية التعليم للمساءلة والعدالة .. وقال احد الجالسين في المقهى ان اجتثاث مجانية التعليم ونحويل المدارس والجامعات الى اهلية هو لتحقيق ايرادات مالية لاحزاب الاحتلال وتمويلها ..وتحدث احد الشرفاء ممن يعملون في نظافة الشوارع البلدية وهو خريج لم يحصل على عمل الا في نظافة البلدية مع المقاول . ان مهنتنا الوحيدة الشريفة ولا يوجد فيها فساد على مستوى الافراد ويقول نحن الشريحة الوحيدة مظلومين ويسموننا زبالين .. في زمن الدكتاتور كانت عمال النظافة تعيين على ملاك البلديات او المستشفيات ورواتبنا خاضعة لحقوق العمال والموظفين وعدالة الراتب .. اما اليوم في زمن احزاب المحتل اجتثت والغيت التعينات والتوضيف في هذه المهنة وتحولت للمقاولات وتعطى لمقاولين تبع الاحزاب وكل مقاول نظافه يبيعها للاخر فساءت النظافة في الشوارع والمستشفيات … والحديث يطول .. هذه هي احاديث الناس في الاماكن العامة والشارع اليوم هل توجد اذان صاغية لها ؟.. في هذه الايام اجد هذه الحكمة يتناقلها الناس فاجد الجواب واحد هو حاكم جائر عادل افضل وامن الا من اخترق القانون فلا امان له .. ونحن اليوم كمضطهدون في وسط عدم الامان والتمييز والترهيب والفساد الاداري والمالي فتذكرت ان معظم فقهاء المذاهب افتوا بان الحاكم الكافر العادل افضل من حاكم مسلم متدين جائر يقتل ويرهب ويسرق حقوق الناس باسم الدين .. ان الدين الذي يستخدمه المتسلط لاستغلال الناس ومصادرة امنهم وامانهم وحقوقهم وان سلطه كهذه التي تستغل الدين للتمكن من تحقيق ماربها وسحق الانسان هي تسيئ للدين وتنسف الدين وتنعدم المصداقية بين العباد ويضعف الايمان .. سئل الامام الصادق ع (( أهل الشام شر أم الروم ؟ فقال ع .. ان الروم كفروا ولم يعادونا وان اهل الشام كفروا وعادونا )) وهذا مايحسه اليوم كل المواطنين العراقيين حتى من هم يصفقون للاحزاب اليوم وكل العراقيين يوم بعد اخر ينكشف خداع الساسة واحزابهم الذين اتى بهم المحتل واصبح في قاموسهم كل شيئ في العراق يخضع للمساءلة والعدالة ..ولهذا قيل ان الله سبحانه وتعالى ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة… ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة.. والظلم والاضطهاد في الدول الاسلاميه واحزابها اليوم تعددت الوانه … الوهابية والدواعش صنيعة الصهيونية وبيادق واحزاب المحتل التي جاءنا بها بريمر وسن لها دستورا يجتث كل ما بناه العراقيون في زمن الدكتاتور الجائر العادل كما يقوله عنه شارعنا العراقي الاصيل فاين العدل ان الله ورسوله في حكمه عادل والله غفور رحيم فاين انتم يحكام بريم ان الله غفور رحيم من اجل العراق والعراقيين وتبا لبريمر ودستوره وحكامه الذين لا يفقهون وبالالحاد والكفروسلب الحقوق والفساد وسفك الدماء هم متفننون … اللهم ارحمنا يالله واصلح شاننا بحكام عادلين رحومين على جلدتهم لا متعصبين لا متشددين لا دجالين ان الله غفور رحيم …