ساعة الصفر

 

 جاءها الدور.. موصلنا الحدباء.. موصل الاحباء الاصلاء.. موصل التاريخ والحضارة والتحضر.. موصل الفن والثقافة والعلماء والأَعلام ثانية حواضر العراق بعد بغداد وتليها بصرة الفيحاء والخير. جاء دورها في التحرير من الدواعش الارجاس الانجاس بعد تحرير اخياتها من مدننا العزيزة تكريت الرمادي والفلوجة وقد بدأت من الآن بوادر انتفاضة شعبية لأبنائِها النجباء الأباة عسى الله أنْ يحفظهم من كل شر ومكروه بعد أنْ سقطت بسبب الخونة المتآمرين والمتــــواطئين والقصور والتقصير … ولكن!!.

ككل المعارك ما أن تم الاعلان عن عزمنا بالتحرير حتى بدأت التسريبات عن ساعة الصفر وخطة التحرير وبالتفصيل الممل !!. شخصيا لا اعرف بل لا استوعب كيف تتم كل هذه التسريبات والإعلان عنها من على الفضائيات وببساطة من يعلن عن وصول الموبايلات الحديثة كساعة الصفر (ذكروا بأنها في تشرين الاول) وما هي طبيعة القوات التي ستشارك بالمعركة وكم هو عديدها وما هي الاسلحة الحديثة المستخدمة حصرا في المعركة ومن اي المحاورستُقتحم المدينة.. وبأي القوات !!. هذا ما ذكره اغلب السياسيين نواباً ووزراءً والمحللين السياسيين والامنيين في الفضائيات (ملحوظة : اكاد اجزم بأنَّ حتى في جمهورية الصين الشعبية الشقيقة لا يوجد فيها محللين سياسيين وامنيين وفُرقاء وجنرالات بقدر ما عندنا). علماً بأنْ سبق للقائد العام الإعلان عن تغييره الخطة السابقة لتسريبها في الإعلام !!.

لست عسكريا لكن من بديهيات العلوم العسكرية تعدّ ساعة الصفر المناسبة وسرّيتها اهم عامل لكسب الحروب والمعارك لتوافرها على عنصري المباغتة والمبادأة لذا لزِمَ بقاءَها في قمة السرية بل هي سر مقدس لا يعلمه سوى القائد العام للقوات المسلحة ومن ثَمَّ يستطيع إسراره بوقته المناسب لمن يثق بكتمانه كلياً لأقرب المقربين اليه من القيادة العامة ممن هو اهل لهذه الثقة فهو قد يقرر مصير بلد ولنا في ما فعلته بنا إسرائيل في 5 حزيران 1967  اسوة حسنة. ففي ساعة نحس سوداء انقضّت على مصر وسوريا بوقت واحد فاحتلت سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بحرب خاطفة صادمة كل ذلك في6  ايام فقط الامر الذي جعلها تسمى بهذا (حرب الايام الستة) ونسميها نحن بالنكبة !!. وقطعا لولا حسن اختيارها وتخطيطها لبدء الضربة الخاطفة وتوقيتها وسريتها لما كان ما كان. هذا مثل بسيط من واقعنا العربي وبالامس القريب ذكرته باعتبارنا بِتنا عِبرة !! وكنموذج لأهمية المحافظة على سرية ساعة الصفر وحسن توقيتها وتخطيطها وقُل مثل ذلك عن جميع الحروب والمعارك المصيرية والفاصلة على امتداد التاريخ والجغرافيا.

 المشكلة الاخرى لا بل الطامة الكبرى هو أنَّ التوجيهات والاوامر ما بين القائد العام وبقية القادة والضباط الميدانيين في المعارك تتم عبر اجهزة (الموبايل) كما ذكر اكثر من نائب وسياسي وشركات الهواتف النقالة تعود لجهات اجنبية وهي بطبيعة الحال مخترقة ومكشوفة للجميع ولكم أنْ تتخيلوا ما يعني ذلك.

ولا اعرف حقيقةً بعد مرور 13 عاما على احتلالنا كيف لم يتم انجاز منظومة اتصالات عسكرية خاصة بالجيش تؤمن سرية الاتصالات كما هو معمول به في كل دول البسيطة ؟!. ربما الجواب الوحيد لاننا نختلف عن كل دول البسيطة… (بسيطة لعد احنة انعلمكم) !!!.

وتتبادر لذهني هنا فكرة كاريكاتير مناسبة وخصوصا رأسي متخم بالافكار الكاريكاتيرية الساخرة لكنني للاسف لا استطيع تنفيذها كوني لا اعرف الرسم وكما ادناه :

اثنان من الدواعش جالسين امام التلفاز يتابعونه بقلق.

الاول للثاني : شتكَول شكَد عددهم.. ومين راح يهجمون علينة ؟!

الثاني (بلا مبالاة) : لا تقلق هسة تطلع نشرة الاخبار ونعرف كلشي!!!.