اوقفوا التحريض ضد الاطباء |
عام ٢٠٠٦ دخلت الصف السادس الاعدادي وامامي حلمٌ واحد، ان احصل على معدل يؤهلني أن ادخل كلية الطب، كنت ارى المستقبل على شكل رجل يرتدي (روب ابيض) ويضع سماعة طبية على اذنيه .. بعد حصولي على معدل ٩٤ انتهى ذلك الحلم بمقعد في كلية الهندسة، اتممت دراسة الهندسة وبعد حصولي على فرص عمل جيدة قررت ان ادرس القانون وانا في السنة الأخيرة وقد يستمر الطموح نحو الماجستير والدكتوراه ، انا خضعت لعمليات جراحية كثيرة في حياتي وقريبا سأخضع لعملية ايضا في كل مرة انام على السرير وانظر بعين الجراح ابتسم واقول له (هذا الجسد لك، افعل به ما تراه مناسبًا) .. ثقة مني بالطبيب وبمهنته العظيمة، الطبيب الذي قد يُخطئ في اية لحظة ولكن هذا الخطأ لا يتعلق بالعراق والعراقيين فقط فانا كثيرا ما اسمع قصصا عن اخطاء طبية كارثية في دول اجنبية ولا احد هناك يطالب الطبيب بفصل عشائري ولا يهاجمه بالفيس بوك ويحرض ضده (خطأ الطبيب هنا كخطأ الطيار ، مع الفارق ان خطأ الطيار يقتل مئات الناس وخطأ الطبيب يضر شخصا واحدًا ، ومع الاخذ بنظر الاعتبار ان كلا الخطأين (الطبيب والطيار) يحدثان في اكثر الدول تطورًا ولا علاقة لهما بالعراق وظروفه السياسية البائسة ) بعد التحريض الاخير لو سمعت باطباء تركوا العراق وهاجروا الى دول اخرى تحترمهم اكثر لن استغربَ ، وسألوم من حرض ضدهم سواء كان مدونًا بالفيس بوك او مذيعا على قناة فضائية مشبوهة .. ــــ
|