انا عراقي وعراقي انا

 

هذا هو الشعار الذي يجب ان يرفعه كل عراقي وهذا هو الهدف الذي يسعى اليه كل عراقي والمنطلق الذي ينطلق منه والباب الذي يدخل منه ويخرج منه

واي شي يتعارض مع عراقية العراقي او يحول دون ذلك يجب الغائه يجب محاربته يجب ازالته مهما كانت مكانته وقوته

هذا لا يعني اني ادعوا الى الغاء فكر العراقي موقفه وجهة نظره معتقده دينه قوميته حزبه بل عليه ان يحترمها ويعلن عنها وعلى الجميع ان تحترم الجميع بشرط ان يكون الهدف مصلحة العراق كل العراق مصلحة العراقيين كل العراقيين

لهذا فعلينا جميعا ان ننطلق من مصلحة الجميع وفائدة الجميع وفق دستور وووفق مؤسسات دستورية يختارها الشعب ويخضع لها كل الشعب لا وفق رغبات شخصية وشهوات ذاتية غير قانونية وحتى غير اخلاقية وفرضها بالقوة

فكل عراقي مهما كانت قوميته دينه مذهبه عندما يسأل يقول انا عراقي  عراقي انا ولا يجوز له ان يقول انا عربي انا كردي انا تركماني انا شيعي انا سني انا مسلم انا مسيحي انا يهودي انا صابئ

فالعراق  فو محصلة كل  مافي هذه المعتقدات والاديان والاعراق والاراء من نور وخير وعزة وكرامة فالعراق هو القيمة الحقيقية والوجه الجميل لكل ذلك فعندما تحذف العراق تحذف كل قيمة جميلة في هذا المعتقد في هذا الدين في هذا العرق

فتمسكك وعشقك للعراق  اولا دليل على صدق معتقدك وعرقك واخلاصك في ما تطرحه

اثبتت الايام  ان اللصوص والذين في نفوسهم مرض يحاولون ان يغطوا عن حقيقتهم عن نواياهم السيئة  فيعملون على استغفال الذين يريدون ان يسرقوهم يقتلوهم ينطلقون من منطلقات قومية دينية مذهبية حزبية عشائرية

ولو دققنا في اهداف هؤلاء لا تضح لنا بشكل جلي انهم اكثر اضطهادا وقمعا واذلالا لابناء مذهبهم دينهم قوميتهم فهدفهم مصالحهم الخاصة  لا يفكرون الا بجمع المال الذي لا يتوقف عند حد القصور والسفرات والحفلات ولو  جمعنا الاموال التي تبدد سفرات وحفلات وما يحصلون عليه من رشاوى وامتيازات وكسب غير مشروع وما يجمعون من نساء  واستخدمت في صالح الفقراء بالعراق   في خدمة الشعب لتحققت الكثير من طموحات الشعب وانتهت الكثير من معاناته

لكن كل جهة تذرف دموع التماسيح على طائفة فهذه على الشيعة وهذه على السنة وهذه على الكرد وهذه على التركمان

 والدليل على ان هذه المجموعة التي تدعي انها تمثل  المكون هذا او ذاك وانها الراعية والحامية له انها منقسمة الى مجموعات كل مجموعة تريد الحصة الاكبر من الغنيمة والعداء والتناحر بين مجموعات هذه المجموعة اكثر واكبر واقسى من العداء والتناحر بين مجموعة هذا المكون ومجموعة ذلك المكون وكثير ما يحدث الخصام والصراع ويقوم احدهم بكشف سلبيات ومفاسد الاخر وعندما يصلوا الى مرحلة صعبة اي سيفقدوا  الكراسي والمناصب التي تدر ذهبا يتراجعون ويتفقون على توزيع المغانم وهذا تصرفات كل المجموعات الاخرى

فلو كان هؤلاء المسئولون فعلا عراقيون وينطلقون من العراق ومن مصلحة العراق ومن فائدة العراق لتغيرت حال العراق وحال العراقيين في السنة الاولى  بعد التغيير والتحرير

اعلموا لو انطلق السني والشيعي والكردي والتركماني من مصلحة العراق والعراقيين وقال انا عراقي وعراقي انا لما ظلم سني ولا شيعي ولا كردي ولا تركماني

لكن عندما ننطلق من السنة من الشيعة من العرب من الكرد من التركمان من المسلم من غير المسلم لا شك ان الجميع ستظلم ستسرق ستقتل ستتعذب ستعاني

لا تصدقوا ان هذا النظام يمثل هذه الطائفة وهذا النظام يمثل تلك الطائفة انه يمثل نفسه ومجموعة العبيد الذين حوله

فالكثير من بطانة النظام السابق التي كانت تعيش منعمة مرفهة تسرق اموال الفقراء وقوتهم ودوائهم هي نفسها تعيش في ظل النظام الجديد و في حالة تزيد على الحالة السابقة في الرفاهية  والتبذير والاسراف في حين يزداد عدد الفقراء وتزداد معاناتهم ويزداد فقرهم وجوعهم

فالعراق بحاجة الى مسئولين عراقيين اولا واخيرا   العراق محتاج الى مسئولين  يقولون نحن عراقيون وجئنا لخدمة العراق والعراقيين جميعا بدون استثناء

هل يوجد عراقي لا اعتقد ذلك هل يوجد مسئول عراقي  انا لا ارى من يرى فليدلنا فليرشدنا وله الاجر والثواب

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية  نظر الامبراطور الياباني الى اليابان المدمرة المحتلة لا شك شعر بالحزن والالم الا انه  لم يشعر باليأس والقنوط فجمع الساسة واهل الخبرة وقال لهم انا ليس بن الأله  علينا ان  نفكر في بناء اليابان في سعادة الانسان الياباني ان ننطلق من مصلحة اليابان وعلينا ان نستفيد من خبرة امريكا من قدرة امريكا العلمية  ونحاول ان نستغلها رغم انها دمرت بلادنا  وجعلت من ارضنا قاعدة عسكرية لها

وفعلا انطلق هؤلاء السياسيون ومعهم الشعب الياباني في بناء اليابان وها هي اليابان من ارقى الدول واكثرها تقدما في كل المجالات والشعب الياباني من اكثر الشعوب سعادة وثقافة حتى  انها تفوقت في مجالات عديدة على امريكا

كان بأمكان العراق ان يصبح اليابان بل ارقى منها وباسرع منها بحكم امكانياته المادية الهائلة والكبيرة  لكنه لا يملك سياسيون كسياسي اليابان

فالسياسيون في اليابان انطلقوا من مصلحة اليابان وشعب اليابان لهذا استطاعوا ان يستغلوا امريكا لمصلحة اليابان وشعب اليابان

في حين ان السياسيين في العراق انطلقوا من مصالحهم الخاصة لهذا استطاعت امريكا ان تستغلهم بالضد من مصلحة الشعب العراقي.