لماذا رفض العرب دفع الزكاة لابي بكر

رفض العرب دفع الزكاة بعد وفاة الرسول ص.
واحتجوا بالآية؛
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم
قال العرب.. لا ندفع الزكاة إلا لمَنْ صلاته "سكن لنا" وهو رسول الله ص...
وعندما لم يستطع الخليفة أبو بكر جوابهم ...
لجأ الى ؛
أ/ تكفيرهم وإخراجهم من الملة.
ب/ ذبحهم بتهمة الردة.
مجرد عدم دفع الزكاة .. يدل على كبرياء وشرف وعزة العرب تلك الأيام.. قبل أن يذلهم أبو بكر ..
أكتشف العرب بعد وفاة الرسول ص..
وبعد أن شاعت مقولة "الحكم في قريش"!!
إن هذا الدين"وسيلة" لهيمنة قبيلة قريش عليهم!!!
ولذلك ظهر قادة عرب ، أمثال؛
مسيلمة
طليحة الأسدي
والزعيمة سجاح
وكلهم إدّعى "النبوة"..
رفضا للذل على يد أبو بكر .. وقريش..
وطبعا كانت الغلبة ل"قريش"..
ليس لقوّة قريش .. وإنما لبراعة استعمال ابو بكر وقريش للإسلام
كوسيلة سلطوية لإذلال العرب والسيطرة عليهم.
منذ ذلك اليوم.. تمّ إذلال العرب وترويضهم باسم "الله".
ومنذ ذلك اليوم صار الاسلامُ سوطا سلطويا نذلا..يُستعمل للهيمنة على العباد والبلاد..
ومنذ ذلك اليوم..
أصبح كرسي الملك أو الخلافة هو محور حياة المسلمين.
الكلّ يريد الوصول للكرسي ليمارس الهيمنة على ؛
الناس باسم "الله"..
كل البشر تحرروا من أكذوبة الحكم الالهي.. إلا العرب والمسلمين.
ما زال العرب والمسلمون تتحكم بهم أكذوبة تسمى"الحكم الاسلامي"...
أكبر مصيبة حلّت بالإسلام ك دين
وبالعرب ك شعب
وبالمسلمين عموما..
هي ؛ إن الدولة ونظام الحكم أصبح يساوي"الدين"!!
الخارج على الدولة = خارج على الدين.
الرافض لبعض أحكام الدولة يعني رافض للدين.
وهكذا...
ولذلك ماتت الحرية الفكرية والسياسية والاجتماعية.
حتى أن المعمم البهيم مصباح يزدي ، يقول؛
إن الرافض ل إمامة خامنئي، كافر.
كما قال ذلك من قبل كل وعاظ السلاطين ...
منذ ذلك اليوم..
صار الشغل الشاغل للفقهاء .. هو التبرير.
تبرير عمل الخلفاء والسلاطين.
وإذا لم يقدروا على التبرير ، قالوا؛ اسكتوا .
الزعيمة عائشة زوج الرسول ص .. قاتلت الخليفة الشرعي
علي ع..
وهذه مسألة لا يستطيع تبريرها وعاظ السلاطين.
فقالوا؛ اسكتوا عما جرى بينهم!!!!
عندما حجرَ السلطان خميني على نظرائه من مراجع دين في الإقامة الجبرية!
قال وعاظ السلطان؛ اسكتوا عما جرى بين المراجع!
العلماء يعرفون شغلهم!
كان فقهاء السنة؛ فقهاء تحت الطلب. دائما بخدمة السلطان!
يحرّمون ويحلّلون ما يشتهي السلطان.
ثم اقتدى بهم فقهاء الشيعة!
فصاروا فقهاء سلطان!
والداهية العظمى؛ أن أيّ تساؤل عن دور السلطة
ودور الفقهاء ..يعتبره الرعاع "وهم أغلب المسلمين" فسقا وفجورا!
لا تستطيع مساءلة شخصيات تاريخية لها أكبر الأثر في حياتنا المعاصرة!! إلا وهبّ في وجهك ألف وغد رقيع يدافع عنهم وكأنهم من بقية أهله!!!!!
بالأمس بثت BBC الفارسي تسجيلا ل منتظري، وليّ عهد خميني المعزول، يقول منتظري؛ إن رضاخان وابنه الشاه المعزول لم يقتل الناس!
كما قتل خميني
كذلك يقول منتظري مخاطبا مسؤلي القضاء الإيراني، ما معناه؛
إن جرائمكم لم يحدث نظير لها في تاريخ إيران..
ماذا سيكتب التاريخ عنكم؟!!!
ومع كل ذلك ... مازال فقهاء السلطان وعربنچية السلطان
وأوغاد السلطان.. يستميتون بالدفاع عن النظام الإيراني وكأنه نظام معصوم عن الخطأ!!!
يروي الفيلسوف البائس أبو حيّان التوحيدي، قصة معبرة عن وضاعة فقهاء السلطان.
وبطل القصة هو أبو يوسف القاضي والسلطان هرون الرشيد..
يقول التوحيدي؛ عندما آلت الخلافة للرشيد.. أعجبته جارية في قصره، وعندما أرادها امتنعت منه ، قائلة أنها موطوءة من أبيه المهدي.
فاشتد الامر على الرشيد..
واستفتى فَقِيه الدولة"ابو يوسف القاضي".
فقال القاضي.. وهل تُصَدّق الجارية في قولها؟!
نكها وعليَّ إثمها!!!
يقول التوحيدي، معلقا على القصة؛
لا أدري من أَيُّهُم أعجب؟
هل أعجب من جارية مملوكة تمتنع خوفا من الله؟
أم أعجب من تردد الرشيد عن فعل الحرام؟ وهو الخائض في دماء الأبرياء؟
أم أعجب من ابو يوسف؟ الذي يقول "نكها وعليَّ إثمُها"؟؟؟!!!!
هكذا هم فقهاء السلطان..
في كل زمان ومكان..
العيب ليس فيهم ! فهم طلاب مال .
إنما العيب في مَن يتبعهم ويُقاتل الناس دفاعا عنهم.