الى العبادي: إياك.. إياك ان تبتل بفساد الغبان

من د. يعرب المياحي الى رئيس الوزراء د. حيدر العبادي:

إياك.. إياك ان تبتل بفساد الغبان

غربتنا في لندن، لم تفصم عرى الإنتماء الوجداني، للعراق.. وطنا للروح والعقل والقلب والـ... قلق حتى يستقر أبناؤه، متنعمين.. رفاها.. يثرواته التي تفرطون بها، من دون وازع من دين ولا ضمير ولا... إن لم تستح فإفعل ما تشاء.

نتابع من المنفى الإختياري، مجريات ما يحصل في العراق، من مفسدين يقالون ليحل بدلا منهم مفسدون آخرون؛ لأن الكيانات السياسية المتسلطة على رقاب العراقيين، لا تعنى بغير مصالحها؛ لذلك حين توعز لوزير فاسد بتقديم إستقالته، فهي حتما تستبدله بمرشح أفسد منه؛ لأنها لا تعنى بغير ضمان مصالحها، أما الشعب فليس في حساباتها، سطوة على المال العام.. انتهبه.

لكن ما يحصل مع وزير الداخلية د. محمد الغبان، هو أن المجلس العراقي الاسلامي الاعلى، لم يجد في قاسم الاعرجي ضمان فساد، بقوة بركان الاختلاسات "الغبانية" دائمة التفجر.. إنفلاقات وحمم من أموال تسد عوز الكرة الارضية كلها، تصب في حضن المجلس الاعلى، الذي عاد يضغط عليك كرئيس للحكومة، كي تعيد الغبان، وزيرا كافلا لتمويل المجلس من واردات الداخلية، ووضع الاعرجي إحتياطا؛ لأنه أقل حيلة وأبلد ذكاءً ميدانيا، في خلق صفقات ومشاريع وتفننا بالإختلاسات؛ ما يجعل الغبان رهان المجلس الاعلى، في إنهمار شلال المال عليهم.

بعد ان فاحت رائحة فساد وزير الداخلية، تزكم الانوف، مرتبطة بفجائع فظيعة، كمثل كارثة "الكرادة" التي ما زالت دماء الشباب فيها، تصرخ من الارض الى السماء، وقلوبهم تنبض بالصيحة: "شبابنا يريدون الهوى والموت ما خلاهم".

لذا يا رئيس الوزراء يا د. العبادي.. هل تتحمل ختام صلاة الشهداء بين يدي رب كريم، في رحاب فضاءات الجنة: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"!؟ لذا أحذرك ناصحا، من ان تلطخ نصاعة منصبك بدم الشهداء، حين تتراجع عن موافقتك على إستقالة وزير الداخلية د. محمد الغبان.

فبرغم توسلاته، المدعومة بتشفع المجلس الاعلى "دخيل دم" وتوسط هادي العامري.. أمين عام منظمة بدر، لكن أتمنى عليك الآ تخضع للأهواء التي ما زالت تدمر العراق، على مدى ثلاثة عشر عاما، أجهزوا خلالها على ما تبقى من تحطيم صدام للعراق.. ماديا ومعنويا..

وما موافقتك على عودة الغبان او سواه من الوزراء المستقيلين، الا تكملة لحادلة الوأد التي هدمت العراق دائرة تدوس على الخريطة من شمالي العراق الى جنوبيه، فإحذر... إحذر... إحذر التراجع عن موافقتك على إستقالة الغبان، من وزارة الداخلية، والاخرين كل بصفته الوزارية التي لم يصنها: "إبكي كما النساء ملكا مضاعا.. لم تصنه كما الرجال".

لا تفرط بالدولة ونزاهة الحكومة، مجاملة لكتلة سياسية ضاغطة، أو كيان نيابي منتفع، إنما تشجع وإثبت أنك بحجم مسؤولية.. رئيس وزراء في بلد ملتبس كالعراق، وإصمد في موافقتك على إستقالات إلزامية.. ولنسمها "طرد" الغبان ومجموعة الوزراء الفاسدين.. المقصرين الذين باتوا مجسا لقياس قوة هزات الاختلاس، مثل مقياس ريختر لإهتزازات الارض والخراب المترتب عليها.. هؤلاء هزة مخربة فلا تعيدهم بل إقبل إستقالاتهم ومن لا يستقيل أقله طردا مهينا يشفي غليل الشعب والمرجعية، اللذين فوضاك لتدعيم اركان النزاهة، في بلد يفتقر لها.. فإثبت أنك لست شريكا بالفساد، عندما توافق على إستقالة الغبان وطرد الاخرين.

والله من وراء القصد.