لنترك السياسة ومشاكل الساسيين " المقرفة " والتي لاتسمن ولا تغني عن جوع ونبدأ بالكتابة عن المجتمع العراقي " عاداته ..تقاليده .. الاجواء السائده فيه " .. مجتمعنا العراقي مجتمع غريب الاطوار فهو ورغم التقدم الحاصل في نوعية اجهزة الاتصالات وما افرزته هذه الاجهزة من تقنيات جعلت العالم يعيش في قرية صغيرة الا ان مجتمعنا مازال يعيش متقوقعا في شرنقة الماضي بكل ماتحمله من تخلف .. يعيش دوما بنشوة المنتصر تاركا المستقبل للظروف .. وان سألت اي مواطن يقول " خليها على الله " صحيح ان ارادة الباري عز وجل اكبر من ارادة الانسان وهو الحافظ من اي مكروه لكن ارادته ترفض ان يبقى الانسان جالسا متفرجا لايقوى على مجارات حركة التغيير الحاصلة في العالم .. ارادة الباري عز وجل تدعو الانسان الى استثمار جهده لتطوير عمله حسب المثل الدارج " في الحركة بركة " لا أن يرتكن في زاوية مظلمة كحجر اصم جامدا بلا حركة ولا بركة .. البعض من المواطنين العراقيين ووسط المتغيرات الحاصلة في العالم لم يستشعروا بحركة التغيير وبقي فكرهم جامدا حبيس ذكريات الماضي يؤمن بالخرافات ويعتبرها حقائق علمية .. وعند دراسة المجتمع العراقي دراسة علمية يتضح ان السبب الحقيقي لانتشار هذه الخرافات يعود لكون المجتمع العراقي مجتمع تدين بالخرافات حتى بات المواطن مشبع بالهموم منذ صغره "من المهد الى اللحد " .. وحيث ان الخرافات هي ترسبات متتالية ودائمية في ذهن الفرد ازدادت مع تدهور المجتمع وتفككه بعد ان سيطرت الامية والفكر الديني المتعصب حتى تشبع عقله وفكره بهذه الخرافات فبات لايؤمن بافاق المستقبل بقدر ايمانه بقدرة " السيف والدركه " على تحقيق طموحاته التي غالبا ما تكون لغة مبنية على العنف .. وفي ضوء ذلك تطورت شعاراته لتنتقل من شعار " السيف والدركة " الى شعار " الفالة والمكوار " في عصر وصلت فيه الدول التي يطلق عليها دول " الكفر والظلالة " مراحل متقدمة لاستكشاف الفضاء وتطويعه لخدمة البشرية .. وان تكلمت عن هذه التطورات الحاصلة في العالم قالوا انها " كفر والحاد " فكيف لنا ان نجاري العالم ونتناغم معه ونحن مازلنا نؤمن بالخرافات الفارغة ونعتبرها حقائق علمية حقيقية ..
ان الخرافات هي ترسبات متتالية ودائمية اصبحت تلازم فكر الفرد العراقي لا بل جعلت منه اداة صماء يسمع بخشوع ما يتلى عليه من خرافات .. والخرافات قد تكون دينية وقد تكون ثقافية او اجتماعية ومن هذه الخرافات ايمان كثير من الناس بان الخرزة الزرقاء تدفع الشر وبأن نعل الفرس مجلبة للخير وان حمل عظم الهدهد يحفظ الشخص من عمليات الاستهداف والقتل وان الرقم الفلاني يجلب الحظ النحس فيما ان الرقم الفلاني هو رقم ميمون يجلب المال والسعادة ووووو .. والغريب ان الخرافة دخلت حتى في الاحلام .. شخص مصاب بداء لايمكن علاجه طبيا حلم بان طيفا من السماء اخبره ان علاجه لايتم الا " ......... " فيسارع لتنفيذ ما أمره ذلك الطيف .. وغيرها الكثير من تلك الخزعبلات المنتشرة هنا وهناك التي تلقى رواجا كبيرا عند الكثيرين خاصة بعد الطفرة الاتصالية ومن ضمنها " الفيسبوك " التي سخرها العالم لخدمة البشرية في مجالات العلم والثقافة فيما استغلها البعض من العراقيين لعمليات الشعوذة والضحك على ذقون العباد .. لا بل وصل الحال بالبعض الى التوجيه باعادة نشر هذه الخزعبلات ومن ينشرها له " الاجر والثواب " .. اي مجتمع هذا الذي نعيشه .. مجتمع فارغ مبني على احاديث " طرهات " فتاة استهزأت برمز من الرموز .. تحولت الى عنزة ..
شاب مات وهو محمل بذنوب اغلبها جنسية فتحوا قبره بعد ايام ووجدوه متفحما .. انتشار هذه الخرافات والايمان بها من قبل عامة الناس لم تاتِ من فراغ انما جاءت بسبب تفشي الجهل والامية بين عامة الناس فالخرافة مستنبطة من كلمة " خرف " فنقول فلان " خرف " اي فقد التمييز بين الحق والباطل فيما يستمع اليه وصار عقله مستودعا للخرافات والاساطير والروايات التي لامحل لها من الاعراب حتى الدين اعتبرها مخالفة لجوهر الرسالات السماوية والعقل السليم هو الذي يتوقف مع كل رواية يسمعها بالنقد والتحليل .. والخرافات انواع منها ما يتعلق بالعلاقة مع الجن والشياطين والتداوي من المس الشيطاني ويدخل في ذلك الدجل بالسحر الابيض والاسود. . صحيح ان هذه الخرافات منتشرة ايضا في دول عديدة من العالم لكن واقع الحال يؤكد ان هذه الدول وصلت الى حالة متقدمة من الثقافة والعلم تستطيع التمييز بين واقع الحال الذي تعيشه والخرافة .. مستفيدة من تجاربها السابقة في هذا المجال وخاصة الفترة المظلمة التي عاشتها اوربا يوم كان رجال الدين المسيحيين يتنافسون على بيع " صكوك الغفران " لخداع المواطنين البسطاء .. فمتى يصحو المواطن العراقي لمواجهة هذه الخرافات والخزعبلات ويشمر عن ساعديه لاستقبال المستقبل بروح الانفتاح وليس بروح الانغلاق الفكري .. متى .. متى .. اشك في ذلك