الرفيق ابوحاتم ..وقانون حرية التعبير




مرة أخرى يؤجل مجلس النواب التصويت على قانون حرية التعبير عن الرأي، والاجتماع والتظاهر السلمي".ويبدو أن"تأجيل قانون حرية التعبير جاء نتيجة احتجاجات منظمات المجتمع المدني المعنية التي ابدت اعتراضها على القانون"، أذ أن"هناك الكثير من الفقرات تتعارض مع الحريات التي كفلها الدستور".وهي "خطوة مهمة لكل من يناضل من اجل حرية التعبير وحق المواطن في التعبير عن رأيه"، حيث أن"القانون تضمن الكثير من التعابيروالمحددات التي تحد من حرية التعبير وتتعارض مع حقوق الانسان وفق المعايير الدولية".
بالم شديد تذكرت بيتين من الشعر غناهما بشجن وحرقة المطرب ابو خالد ( سعدي الحلي).ا ايام كانت (حرية التعبير قد وأدت وخنقت الاصوات ) فكان اللحن الشجي ومواويل اللوعة والقهر متنفسا: 
الى الماء يسعى من يغص بلقمة..
الى اين يسعى من يغص بماء..
هذين البيتين يذكراني بالرفيق ابو حاتم مسؤول شارعنا الحزبي ايام عهد البعث الظالم . فكم ارعبنا وهو يدعونا الى تظاهرات متواصله ..لتاييد (القائد الضروره ) ولمرات كان الباب الخلفي ملاذي الوحيد للهرب .من تلك الايام السوداء المترعه بمقتي الشديد للريح البعثيه .كرهت المظاهرات وبقيت احسبها دوما مواليه للسلطة مهما كانت ايدولوجياتها ووتطلعاتها .الى ان حلت انتفاضة تونس ومصر حينها عرفت ان رياح التغيير تاتي من رحم التظاهرات والشجب ، والغضب الجماعي انجع سلاح للتحرر والانعتاق وايقنت ان ارقى واجمل طرق التعبير لرفض الظلم والتسلط ومحاربة كل ماهو مفسد ومتسلط ومتجبر هو ان ترفع صوتك عاليا . فهي اصوات الطلق من تأوهات الامم الحبلى بالامل والتغيير بفجرا جديد واملا جديدأ .وعرفنا ان من اهم اسباب زوال العهد البائد ، خنق حرية التعبير حتى خشي المواطن ان يبوح بهمومه امام شريكة حياته فلربما تكون رفيقا مخبرا . وبالتاكيد كان عهد ظلاميا رجاله ظلاميون ومرجفون ومتهيبين من صعود القمم ولاتتعدى هممهم بطون الحفر وفصيلتهم من خفافيش الليل التي تخشى النور او من بوم الخرائب الذين ينعق عند الاطلال ومهما كانت المسميات او المعاني او التعاليل فهي لاتخرج عن هذين الوصفين .
وحالما تطالع ديباجة دستورنا الفتي تنشرح اساريرك وتتطاول بهامتك الغيوم كنسرا سومريا يطير فوق سهول العراق وجباله وتفخر ان ابناء العراق سطروا هذه المواثيق والعهود وهو ابناء شريعة اورنمو وشؤريعة حمورابي :
نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ، مَوْطِن الرُسُلِ وَالأنبياءِ، وَمَثْوىَ الأئِمَةِ الأطْهَارِ، وَمَهد الحضارةِ، وَصُنَّاع الكتابةِ، وَرواد الزراعة، وَوُضَّاع التَرقيمِ. عَلَى أرْضِنَا سُنَّ أولُ قانُونٍ وَضَعَهُ الإنْسَان، وفي وَطَنِنا خُطَّ أعْرَقُ عَهْدٍ عَادِلٍ لِسياسةِ الأوْطان، وَفَوقَ تُرابنا صَلَّى الصَحَابةُ والاولياءُ، ونَظَّرَ الفَلاسِفَةُ وَالعُلَمَاءُ، وَأبدَعَ الأُدَباءُ والشُعراءُ.
لتقفزسراعا على بنوده باحثا عن الماده 38 لتقرأ
تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب:
اولاً :ـ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً :ـ حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً :ـ حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون
ثلاتة مااجملها من بنود لو التزمنا نحن كمواطنين بها وتمتعنا بما كفل لنا الدستور تحت غطاء ومحددات القانون جاعلين من اخواننا رجال الشرطة والاجهزه الامنيه سور ا ودريئه ونتعظ من امسنا لغدنا وان نختار بحريه وان ننتخب بحريه ونشير الى مواطن الخلل والفساد بحريه وان نجعل من منظومة القيم والمثل العليا لرسالات السماء ومن مستجدات علم وحضارة الانسان هذا الدستور الدائم ونلتزم به ليبقى العراق وشعبه حرا ابيا شعبا وارضا وسياده .وتعسا لايام الرفيق أبوحاتم وخلفائة من نواب القهر والاستبداد.وحتما أن فجر الحرية يبزغ دوما من بين دياجين الظلام .