ظاهرة التسول في الشوارع ليست بجديدة على المجتمع العراقي وقد تناولها عشرات الكتاب والباحثين في مقالات ودراسات متنوعة, ومادفعني للكتابة مجدداً في هذا الموضوع هو تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة بشكل كبير جدا ًفي العاصمة بغداد وفي جميع المحافظات العراقية وأصبحت مهنة يحترفها المئات من النساء والشيوخ والأطفال وحتى الشباب, ويكثر تواجدهم في التقاطعات المزدحمة وفي أماكن السيطرات الأمنية مستغلين حالة الزخم المروري للانقضاض على السيارات من كل الجوانب وبطرق استفزازية وخاصة الذين يحملون رشاشات ماء وماسحة صغيرة والتي أصبحت أفضل من مهنة التسول وبدأ بامتهانها الأطفال والشباب وحتى الفتيات, وما أن تتوقف السيارة في التقاطع أو السيطرة الأمنية حتى تجدهم يباغتونك من احدى الجهات الأربعة وبدون استئذان ويسارعون برش الماء على زجاج السيارات وتنظيفها بلحظات ويطالبون بمبلغ من المال من سائق السيارة والويل كل الويل اذا امتنع السائق من اعطائهم المال فيقومون بالتجاوز عليه بكلمات نابية وهذا كله تحت أنظار رجال المرور ورجال القوات الأمنية. ان انتشار هذه الظاهرة الغير حضارية بهذا الشكل الكبير سببه غياب الدور الحكومي للجهات المسؤولة عن محاربة ذلك وعدم اتخاذهم الاجراءات الرادعة لمنع هذه التصرفات الغير حضارية التي بدأت تقلق المواطنين وتزعجهم بشكل كبير, والذي يريد أن يدقق بهذا الأمر يمكنه ملاحظة ان هناك تجمعات وبؤر بدأت تتشكل في هذه الأماكن وتضم حتى شباب تتجاوز اعمارهم الستة عشرة عاماً ومعظمهم لا يحملون من براءة الطفولة أية علامة ويثيرون الشيك والريبة في النفوس, فهل ستبقى الأجهزة الحكومية تتفرج على هذه الحالة غير الطبيعية وتتركها تتفاقم أكثر دون أخذ الاجراءات الرادعة والقيام بحملات مكثفة لمنع هذه الظاهرة الضارة للمجتمع والأخذ بيد هؤلاء الأطفال ووضعهم بدوائر الاصلاح لتأهيلهم وتعليمهم واعادة زجهم في صفوف المجتمع وعدم تركهم عرضة للمخاطر والوقوع في براثن عصابات الاجرام والسرقة وبلدنا يكفيه مافيه من التردي في الأوضاع الأمنية وانتشار السلب والقتل الذي أصبح يقضّ مضاجع المواطنين. دعوتي للجهات المسؤولة أن تتظافر جهودهم في هذا الجانب مع انتصارات قواتنا الأمنية الباسلة في جميع صنوفها وتشكيلاتها وهي تطرز الانتصارات التاريخية المشرفة في دحر الارهاب وعصابات داعش لتطهير كل بقعة من تراب الوطن من دنسهم ومكرهم.
|