العراق بين الحقيقة والواقع

 

 العراق بلد الحضارات والخيرات بحق، فعلى أرضه نِشأت أول الحضارات الإنسانية ، ومن بين خمس انهار نشأت عليها الحضارات القديمة هي الأشهر تاريخياً، يوجد اثنان منها في العراق ، الفرات العذب ودجلة الخير ، وعلى هذا الحال فان العراق بلد زراعي، والى العراقي الفذ يعود اختراع ( الكتابة ) و( الدولة ) و ( القانون) و ( فكرة العدالة ) و ( المدينة الحضرية ) و ( علم الفلك ) و( القصة الأسطورية ) و ( العجلة ) وهو اول من انشأ (مكتبة) في التاريخ واول من فتح ( صيدلية ) وأول من وضع تقويم للزراعة كما انه اول من لعب كرة القدم........

ومن جانب اخر فان العراق بلد سياحي ، حيث تتوفر فيه جميع انواع السياحة ، سياحة طبيعية وسياحة تاريخية وسياحة دينية ، فضلا عن ثروة نفطية هائلة ، حتى ان احد خبراء النفط العالميين قال ان العراق يطفو فوق بحر من النفط .

ونظرياً لا يمكن ان يتحقق الفقر والجوع في العراق ، الا انه وكما يقول السياب في أنشودة المطر ( ما مر عام والعراق ليس فيه جوع ) ، فمن الناحية الواقعية فان شعب العراق وعلى مدى فترات تاريخية طويلة عانى من الفقر والجوع والمرض والظلم والسبب في ذلك يعود إلى فساد الطبقة الحاكمة ولم تنجح الديمقراطية في العراق إلا في إحلال لصوص محل لصوص.

قبل الفي عام كتب شاعر هذه القصيدة على الواح البردي:

من أخاطب اليوم؟

أقران المرء أشرار

وأصدقاء اليوم لا يجيبون

من أخاطب اليوم؟

مات من كان وديعا

أما الشرس فعلى اتصال بكل إنسان

من أخاطب اليوم؟

ليس من يذكر عظات الماضي

وليس من يفعل اليوم معروفا لقاء معروف!