القضية الكوردية و اجتماع الاضداد |
مما لا يدعو الى الشك بأن القومية الكوردية من اكبر القوميات في العالم لايزال تئن تحت وطأة مظالم المصالح الدولية بتوقيع القوميات الاقليمية و تنفيذ الاتفاقيات التي تجعل من عدم تحقيق آمال هذا الشعب اهدافاً لها و انه الشعب المقسم دون ارادته بين شعوب المنطقة و وفق كل الشواهد التاريخية و الوسائل المتوحشة التي مارستها مع ابناءه اذا لم يكن ذو صلابة و ارادة لأضمحل بين جنباتهم و تدل الاثار المكتشفة اقدمهم في المنطقة ... و ان الكورد هم نقطة الالتقاء بين الاجندات و الاتجاهات المعاكسة و الافكار المتناقضة و القوميات المختلفة و انهم سبب توحيد جهودهم و جلوسهم على المستديرات وراء الكواليس متناسين كل خلافاتهم و مصالحهم جانباً و يضعون كل الملفات و القضايا العالقة طرفاً سوى قضية الشعب الكوردي التي باتت تجمعهم و تجعل منهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص . و لا ريب ان كل طرف منهم يكن للآخر الحقد و الضغينة الدفينة و على مر التاريخ و ترجمت هذا السلوك الى واقع بين قطع العلاقات و اغلاق الممثليات الدبلوماسية و احياناً وصلت الى الاعلان عن الحروب و تعاملوا كاعداء و لكن بالكورد يجمع شملهم و يقوي وحدتهم و تفتح ابوابهم دون شروط و تتصافح اياديهم الملطخة بدماء الابرياء و روح المؤامرة تعانق السماء و انها قدر الكورد ان يكونوا كذلك و لها من الاسباب مايذكر منها على المستوى الداخلي او الخارجي و لكنه الواقع المرير فنجد على سبيل المثال .
و من جانب آخر الدول العربية رغم خلافاتها مع تركيا و ايران على مر السنين و تنازعاتها المستمرة إلا ان وجود الكورد تعني نسيان تلك الصراعات و ضرورة توحيد صفوفهم (إلا مارحم ربي) منهم ... و السؤال الذي يفرض نفسه هل يمكن لأمريكا ان تكون متفرجاً ازاء هذه التطورات رغم اعتبار هذه المنطقة مصالح استراتيجية لها ام انها ستنظم الى صفوفهم لتعيد التاريخ نفسه مثلما كان الوضع في اتفاقية جزائر المشؤومةعام 1975و هو ما نراه بعيداً لأن المستجدات السياسية و الاقتصادية قد تغيرت و اخذت القضية الكوردية ابعاداً طويلة في المستوى الدولي و الاقليمي و بات لاعباً رئيساً في المنطقة لا يمكن اهماله . |