فلم اكشن |
في سكون الليل العميق استيقظت على اصوات إطلاقات نارية كثيفة . و لأني من سلالة عنترة ابن شداد العبسي وتربطني روابط ثقافية مع فارس بني شيبان وربما هناك طفره وراثية قادمة من أبي زيد الهلالي باتجاهي لذلك فقد اسرعت الى اتخاذ الإجراءات الاحترازية وقدماي ترتجفان من البرد طبعا – ونحن بعز الحر – وقمت بتوزيع الأسلحة الخفيفة على افراد أسرتي لمواجهة الخطر المحتمل واتخذ كلٌ منا موضعا دفاعياً حصيناً , وكان توزيع الأسلحة الفتاكة التي أمتلكها بحسب القدرة والاستطاعة وﻷنني أجيد تقطيع اللحم والسمك وهو أختصاصي الذي اعتز به فقد تسلحت بسكين المطبخ وأنا أقف وراء الباب الرئيسي وتذكرت موس الحلاقة سلاح ينفع بالشدائد والملمات فوضعته في كم القميص تحسبا لو تعرضت للتكتيف وشد الوثاق حينها سأخرج الموس من كم القميص وأقطع الحبل ﻷعاود الهجوم . كانت حصة زوجتي ( الجفجير ) وهو سلاح تجيد أستخدامه في الطبخ . وتوزعت بقية اﻷسلحة بالتساوي على بقية افراد اﻷسرة فقد تسلحت كبرى البنات بـ(يدة الهاون) والوسطى بـ(المكناسة ) والصغرى كانت اكثر أجراما منا فقد أسرعت بأختيار (الطبر ) سلاحا لها وهي تقسم أنها ستقسمه نصفين . اما ولدي رقيم فقد اتخذ من مضرب كرة المنضدة سلاحاً له اما رنيم وروان فقد حمل كلا منهما سيفا نايلون ( كانت خالتهم قد جلبته لهم صوغه من بغداد ) طبعا لم ننس ( شياش الكباب ) حيث قمنا بتوزيعها بالتساوي وكانت حصتي للذكر مثل حظ الأنثيين غير أن بعضهم اصر على أستخدام (شيش التكة) بديلا عن ( شيش الكباب ) لكونه أسهل في تسميل العيون وأصر رقيم على حمل شوكة في عيون الحاقدين . كنت اتخيل دماء العدو وهي تسيل منه ُ وانا اضع الخطة العسكرية للمعركة القادمة , فكنت أنا في الخط الدفاع اﻷول او ما يعرف بالحجابات بينما اتخذت أم رقيم خط الدفاع الثاني خلف باب المطبخ اما البقية فقد اتخذوا الباب الفاصلة بين المطبخ وغرفة الجلوس خط الدفاع الثالث . بينما بقي رنيم وروان في خط الدفاع الرابع واﻷخير .في تلك اللحظات الحرجه كنت أحاول أن أبعد عن ذهني تلك المقولة الشهيرة التي طالما كنت ارددها ، أنا بالحرب ما جربت نفسي أنا بالهزيمة كالغزال ، وكم تمنيت أن أمحو من ذاكرتي افلام هيتشكوك وروايات اجاثا كريستي ﻷستعيد أنفاسي . بقينا ساعات على تلك الحالة وهدأت الأصوات و سكنت النفوس وعدت الى فراشي لعلي أكمل بقية الحلم الذي كنت أحلم به . وفي الصباح كان الناس يتسألون عن سر اصوات الطلقات النارية فاختلفوا فيما بينهم احدهم قال : فاز العراق , واﻷخر : قال عرس , واﻷخر قال اخر : (جاي من مكة ) مع أننا لسنا في موسم الحج و اﻷخر قال ربما يكون شهيد … أختلفت اﻷراء لكننا لم نختلف على أصوات الإطلاقات .مهما يكن فأنه ليس هناك مبرر لهذه إطلاقات فنحن بحاجه الى كل حبة سلاح والى كل إطلاقة . |