لعلي لن أكون مبالغا اذا قلت ان من مصائب العراق الكبرى هي عدم قدرتنا على استيعاب الاخر و عدم تقبلنا للحوار معه ان أغلبنا يعيش حالة من المراهقة الفكرية من مواصفاتها ان كل واحد فينا يحمل في داخله خطوطه الحمراء و مقدساته التي يمنحها علوية فوق الحديث مع الآخرين اجل ان لكل منا اصنامه غير القابلة للنقد و غير المطروحة للنقاش و الجدل حتى كأنك تحس ان واحدنا يولد و تولد معه أفكاره فلا يستطيع الانفكاك عنها ما حيي . عندما تلتقي باسلاموي مثلا تجده متصنما لحزبه او طائفته او مرجعه و حتى لدينه الى الدرجة التي تمنعه من مراجعة الأفكار و التي قد تكون أصلا دخيلة على فكره الذي يعتنقه و لا تتصوروا ان الماركسيين او القاسميين او الناصريين او المتأمركين و المتفرنسين و حتى الليبراليين باحسن حالاً فهم لا يقلون تعصبا عن نظرائهم و لكن الموضة هذه الأيام هي التهجم على الإسلامويين لان صوفتهم حمراء و لكن الكل في نظري متهمون فلا يستثن تيار نفسه كلنا متعصب .. كلنا متشدد كلنا يرفض النقد و العتاب و اللوم كلنا يعتبر ان المطلق في حوزته و الى جانبه كلنا يحمل الاجوبة دوما ... الاجوبة المعلبة الجاهزة و ليس لدينا الجرأة على التساؤل للعراقيين جميعا أقول لقد غاب عنكم ان لا شخص فوق النقد و لا شئ فوق البحث اذا كان الهدف الحقيقة لا فتل العضلات .. لقد تذكرت و انا اكتب لكم ان رسول الله تعرض للنقد و اللوم في آية تقرأ ليلا و نهار " و تخشى الناس و الله احق ان تخشاه " و ليتنا فهمنا من هذه الآية اهم درس ما ازال آمل هذا
|