استمرار في السرد الشعبي اكتب ... رواية من زمن العراق١٢.. ثقافة السخاء |
الخميس من كل اسبوع ساعة بالسبعة الصبح اطفر طاير ويه الحجية الله يرحمه لسوگ الاولى ويبعد مسافة ١٥ دقيقة مشيا عن البيت وشايله زنبيل المسواك وجزدان جلد اسود ابو الطباگه قبل دخول العلاگة النايلون ام المربعات وترافقلها فد وحده او اثنين وياها من نسوان الدربونة واني الطريق كله اسولف وياها على على زرازيل الحاطاتهن النسوان بالكونية ام خط الاحمر والعصافير وسوگ الدجاج وفروخ البط الى ان ندخل السوگ.
اول محطة للتسوق عند محل ام عادل لبيع القماش وهي مرة من الشويلات عدها ايتام ورجله شهيد بحرب الشمال لابسه جرغد ومبينه تواشيح الحزن عليه بالرغم من مرور اكثر من ٥سنوات على رحيل زوجها .
كان دائما محلها متروس معاميل وتبقى اكثر من ساعة يمها يسولفن احداث اسبوع كامل بالاخير تشوفلها جم قطعة قديفة قسطور الها وللبنات وتاخذلها كم متر بوبلين مال جراجف وبرلون للبردات لان ام عادل كانت معدلة بعرض البضاعة وتعادل خمس زلم بالبيع والشره.
انعوف المسواگ يمها وانروح لسوك المخضر الدجاج والسمچ والبهارات وجان استخدام علاگة النايلون قليل جدا ويستخدم جيس ورقي اسمر ونستمر الى ان ندخل يم اهل الدجاج.
معظم الفواكه كانت تنوضع بسلال خوص وتنباع گوتره بدون وزن لو كوام وعلى العدد وبعصها وزن ونجمع المشتريات يم محل واحد لحين اكمال التسوق حتى يسهل ترتيبه وحمل بالزنبيل.
المهمة الاخير هي البحث عن ديج عرب لا مضروب ولا مهلوس ولا مگصوص نسله ويكون لونه مقبول وبيه لحم .
ان معظم بياعة دجاج العرب چانوا يتجمعون خارج السوك المسگف لو يفتر بوسط السوگ ورابطهن بحبل من رجلهن ويدور مشتري لان اكثرهم من سكنة الريف ويحاول الاسترزاق بيهن يوم الخميس ويرجع على عجالة الى بيته يفرح اطفالها وعائلته بيهن او يصرفهن لغاية في نفسه لان عادة العراقيين ان يسويخيرات وصدقات اطعام وفيرة ليلة كل خميس على جمعة وتوقد البخور ويقرا القران للراحل وقد يقصدون مصباح الجمعة زيارة قبره (تسمى جمعية باللهجة العراقية )وتكون وجبة عشاء تحتوي مالذ وطاب من الاطعمة وكل فاكهة او خضرة جديدة وغالية وحلويات .
بالاخير نشتري ديج عدل(حي) وانجيبه للبيت واني اشتري كتكوت لو زرزور او يصار الى استبدالها بلعبة صغيرة افرح بيها كي ابتهج وحتى لاينكسر خاطري ونلملم المسواك ونرجع للبيت اني شايل حاجتي بيدي وملتزم الصمت والحجية ناضدة زنبيل المسواك فوك اجتافها ولازمته بيدها وايد الاخرى شاحطتني بيها وكلساع توكف وترتاح من ثقل الاشياء المحمولة.
من نوصل للبيت الكل تفرح وتاخذ حاجتها والحجية تروح تذبح الديج وتنظفه وتكعد العصر تذكر الاكلات الي يحبه الفقيد وتسويلك ذاك العشى الفخم اضافة الى مرگة القيسي المعتبرة وتزين الصينية بحلاوة الشعرية لو المحلبي وماعون البقلاوة مال حجي جواد من جان محلة بعكد الكراد مقابيل الصدرية ونوزعه على الجيران والوجبه الرئيسية تروح لعايلة فقيرة بالدربونة وتستمر بالتعامل بسخاء من اجل اعطاء كل ماتملك الى الناس كي يرضى عنها الله تعالى وتعبيرا حميما يبين اندماجها بحياة زوجها في الاخرة ويخرج من بعدها ابنائها كذلك وهكذا تنتقل روح ثقافة العطاء والصدقة .
اوسع مجتمع بالعالم يتعامل بسخاء مع قضية الصدقة وتقديم الرفادة والطعام بسخاء بسبب او بدون سبب حتى صارت صفة لازمة وظاهرة عامة في كل مواسم السنة.
يرجع سبب نمو نشأت هذه الظاهره وانتقالها عبر الاجيال بسبب الازمات المتواصلة التي يتعرض لها المواطن العراقي ووقوعه بين رحى عجلة الزمن ومطرقة ظلم السلطة وانحراف نتائج اخطائها على الشعب وخروج منتفعين على طول الحقب مما ادى الى ان يتوجه الانسان الى الله بالقرابين والاضحيات والصدقات للفقراء تقربا لله تعالى ودفعا للضرر في علم الغيب .
العراقي بطبيعته انسان سخي لايحتاج الى واعظ دين يحثه على اعطاء الصدقة بل نرى انه في كل احواله يتصدق سواء كأن مصليا مسلما او غير مسلم او معاقرا للشرب او مقامر.
ارباط سالفتنه ..
السخاء غيرة ومرؤة وشجاعة سواء مالية او معنوية لا تميز الشعب العراقي حتى في احلك احواله. |