الارهاب يكافح الارهاب في العراق

 

لقد صار العراق ساحة يحارب فيها الإرهاب بالإرهابيين وساحة يحارب فيها التكفيريين بالتكفيريين وهذه براءة اختراع أمريكية بامتياز طبقتها في العراق بعد 2003 وبعد نجاحها الساحق في العراق طبقوها في سوريا... قبل عام 2003 كان العراق ثاني دولة نفطية في العالم ويحكمه نظام قومي متطرف متهم بالإرهاب يناضل لتحقيق الوحدة العربية وهو يؤمن بان ( الحدود بين الدول العربية هي حدود وهمية ) وقد نصب نفسه وصيا على هذه الدول بحجة ان حكومتها اما رجعية او عميله للامبريالية العالمية وكان يحتكر العمل السياسي لوحده داخل العراق وهذا ماجعل اقوى الاحزاب والحركات والتيارات المعارضة له تولد او تشب وتشيب خارج العراق وترضع من ثدي ثالث دوله نفطية في العالم يحكمها نظام ديني طائفي متطرف متهم بالارهاب يتبنى نهج ولايه الفقيه ويناضل لتحقيق الوحده الاسلامية وهويؤمن بان ( الحدود بين الدول الاسلامية حدود وهمية ) وقد نصب نفسه وصيا على هذه الدول بحجة ان حكامها عملاء ( للشيطان الاكبر ) ولا يعملون بما انزل الله وهذه المعرضة تلقت الدعم الامحدود المادي والمعنوي من هذا النظام الارهابي وكانت تربطهما علاقة روحية اكثر من علاقة الاب بالابن وكانت تعارض النظام العراقي السابق ليس لانه استبدادي اودكتاتوري لان مفاهيم مثل الحرية والديمقراطية والتداول السلمي السليم للسلطه لايخطر ببالها اصلا بل هي تعتقد ان النظام العراقي السابق علماني كافر غير اسلامي ويجب الثورة عليه وتحويل العراق لدولة اسلامية تعمل بما انزل الله يديرها ولي فقيه تابع للولي الفقيه في ايران وهذه المعارضة ايضا ارهابيه لانها تتلقى الدعم والاسناد من نظام متهم بالارهاب وتامن بكل مناهجه والدليل على هذا ان احد مؤسسي حزب الدعوه الاسلامي العراقي وهو اية الله محمود الهاشمي الشاهرودي تقلد مناصب سيادية خطيرة  جدا في النظام الايراني منها رئيس السلطه القضائية الايرانية وعضو مجلس صيانه الدستور وعضو مجمع تشخيص النظام ونفس الشيء حدث مع ايه الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثوة الاسلامية في العراق وكذلك هادي العامري الجنرال في الحرس الثوري الايراني قائد فيلق بدر وكل هذا يؤكد بان الشعب العراقي قد وقع بين فكي الارهاب منذ عام 1979 ولغاية عام 2013 الفك الاعلى هو النظام الصدامي الارهابي الذي كان يحكمه  والفك الاسفل القوة المعارضة للنظام هي ايضا ارهابيه ويدعمها بقوه نظام ارهابي.. وهذا شيء غريب قل نظيره في التاريخ الانساني ان يكون هناك شعب يحكمه نظام ارهابي قوي والمعارضة الجدية لهذا النظام هي ايضا ارهابية وهذا هو الرعب بشحمه ولحمه .. ولهذا السبب اجابت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة (مالرين اولبرايت ) بنعم  في مؤتمر صحفي في تسعينيات القرن الماضي عندما سالت ( لقد قتل الحصار مليون عراقي هل تستحق اهدافكم هذا الثمن ) .. فهي لاشعوريا كانت تعتقد ان هكذا وضع شاذ يحدث لشعب يكون فيه حكومته ارهابية والبديل القوي لهذا النظام معارضه ارهابية لايمكن ان يحدث الا اذا كان هذا الشعب هو ارهابي ويمتلك بنية تحتية ارهابيه قوية ورصينة مادية وبشرية وروحيه... انظروا ماذا حدث بعد 2003 لحل هذه المشكله لق قاموا بغزوا العراق واسقطوا النظام السابق ودمروا العراق تدميرا شاملا وحرثوه حرثا بعدها حلوا الجيش وكل القوى الامنية وفتحوا الحدود على مصراعيها ودخلت كل المعارضة العراقية التي ظلت ترضع  من الارهاب الايراني طيلة ثلاثون عام لتمسك بالسلطة بواسطة ديمقراطية مشوهة وادخلوا بعدهم ارهابيوا القاعدة وحولوا العراق( حلبة موت ) يتصارع فيها الاهابيون القادمون من ايران مع الارهابيون القادمون من افغانستان مع ارهابيوا النظام العراقي السابق الموجودين اصلا داخل العراق وبعدها سحبوا قواتهم من العراق وهم الان يراقبون على بعد الالاف الاميال المذبحة في العراق وهم يضحكون.