خرائط كيري – لافروف (1) ما هيَ خريطة العراق الجديدة؟ |
لا عجب أن تتغيرخريطة المنطقة على يد كيري ولافروف كما تغيرت سابقاً بإتفاقية سايس بيكو ولا عجب أن تتغير خارطة العراق بين حين وآخر, سيَّما إنَّ شعبَ العراق مغيبٌ عن القرار. ولا يمتلك السيادة على أرضه .فالقرار بيد طاغية حيناً, وآخرينَ تلاشتْ وطنيتهم حيناً آخر.وربما تتغير هذه الخارطة بيد من لا يمتلك العزيمة والشجاعة للوقوف بثبات بوجه كل طامع وكل من يهون عليه بيع أرض الآباء والأجداد. ففي الماضي القريب تخلى حاكم العراق عن أرضْ بعمق 70 كم للأردن. وتنازل من أجل عرشه عن شط العرب لأيران, و عن أرض الحياد للسعودية.ثم الطامة الكبرى ما جرى في خيمة صفوان ثمَّ التنازل للكويت عن نصف أم قصر و مستشفى بن ماجد و مزارع كثيرة وعن المياه الأقليمية العراقية وممراتنا المائية .حتى خُنِقَ العراق.ولم تعد له شواطئ بحرية كافيه .وهي حق تأريخي قائم منذ أن كانت الكويت مشيخة تابعة لولاية البصرة. ضعفت الدولة العراقية جراء حروب عبثية سابقاً ونزاع عرقي وطائفي لاحقاً, وتولي أحزابٌ وكتل ديدنها الفساد وهمها المال و المصالح الحزبية والطائفية وصراع المناصب والغنائم.َ فطمعَ من هبَّ ودبَّ بها.وتجاوزت إيران وتركيا على مياهه. وسلَّطت إيران مياه البزل المالحة على أراضيه.وسرقت دول الجوارنفطه أفقياً.وتحكمت هذه الدول دون وجه حق على تجارته. بترويج السلع الرديئة والفاسدة والمنتهية الصلاحية في أسواقنا.حتى بات العراق حديقةً خلفيةً لهذه الدول الباغية.والحصيلة تراجعاً لصناعتنا وزراعتنا الوطنية. فنافستْ منتجات جوار السوء منتجاتنا الوطنيىة لأرتفاع أسعارمنتجاتنا وأنعدام الدعم الوطني الحكومي لها,وإنتشارالآفات الزراعية وإنعدام الأسمدة الكيمياوية المطلوبة. وثالثة الأثافي (رَمَاهُ بثَالِثَةِ الأثَافِيّ : بِالشَّرِّ وَالْمُصِيبَةِ العَظِيَمَةِ ) ما سيجري بعد تحرير الموصل من داعش.ومطامع الأشقاء الكورد المعلنة والسرية. فرغم إستيلاء الكورد على واردات نفط شمال الوطن و كركوك. لم يسلموا مبالغ عنها للحكومة الأتحادية رغم تسلمهم 17% من واردات النفط العراقية والبترودولار .في حين لا تستلم محافظة ذي قار قرشاً واحداً رغم إنها تنتج نفطاً أكثر مما ينتجه إقليم كوردستان. ولا نصيب لها بالبترو دولار .واليوم ظهرت للعيان وبوضوح مطامع الكورد في الأراضي التي إستولت عليها البيشمركة في ديالى وكركوك والموصل.وكالعادة وكما عودنا السيد رئيس الوزراء فبعد حديثه بأن تفاهماً بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم على عدم بقاء البيشمركة في الأراضي التي حُررت من داعش.وإنها لن تتقدم أكثر. فبعد أقل من ساعة صرح السيدان مسعود البارزاني والناطق بإسم حكومة إقليم كردستان بأن البيشمركة لن تنسحب عن أي أرضٍ من هذه الأر اضي. وإنها ستتقدم حيث ترى إن هناك أراضٍ كوردية. وهذا يعني حسب مطامع الكورد لا حقوقهم و دون تفاوضٍ أو إتفاق وفق الدستور. وجاء رد الناطق بإسم الحكومة العراقية السيد الحديثي بأن ما تحدَّثَ عنه المسؤولون الكورد لا يتعدى كونه حديثاً سياسياً ... فأي مهزلة هذه؟ وأي منطق مغالطٌ للحقيقة هذا؟ .هم يتحدثون بجرأة وقوة وصلافة .ونحن ندفن رؤوسنا في الرمال. والحقيقة إن الكورد سيتشبثون بكل ما وضعوا عليه اليد من الأراضي مدعومين بقوة خارجية كما تشبثت إسرائيل بالأرض العربية في فلسطين. ولان غرابة في تصريحات السيد العبادي والناطق بإسم حكومته فسبق وأن أنذر السيد العبادي تركيا بالأنسحاب خلال 48 ساعة من الأراضي العراقية فأعطته تركيا أذناً من طين والأخرى من عجين .لا بل ردت بوقاحةٍ بأنها باقية في بعشيقة. ولن تنسحب منها. فمَنْ يحترم دولةَ ضعيفةً ينخرها الفساد.وتتقاذفها طائفية روج لها ساسة فاسدون ينفذون أجندات أجنبية .ومن يحترم دولةً شعبها يأبى السيادة وإنتزاع حقه بها. ولديه دستور يمنحه حق إسترداها سلمياً .ولكنه آثَرَ الركون للأستسلام المُذِل وقَبَلَ بالسيئين أولي أمر له. الحقائق تقول بأنَّ هناك خارطة جديدة صمِمَتْ للعراق ورسمت له .ليست بعيدة عن جون كيري ولابروف. سيَّما بأن الكورد عازمون على الأنفصال وإقامة دولتهم . وستبخس دولة كوردستان حقَّ العربَ والتركمانَ والأقليات الأخرى في أرضها. وستكون خنجراً بظهر العراق . والمؤشرات واضحة جلية بعدما سلَّحتْ ومولت دول الغرب قوات البيشمركة بعيداً عن الحكومة الأتحادية العراقية.ومع كلِّ ماسبق فنحن لا ننكر حق الأخوة الكويتين والكورد بإقامة دولهم ولكن مع أخذ حقوق العراق التأريخية والجغرافية بإنصاف وبعين الأعتبار وبتفاهم. وهناك أيضاً بوادر لتقسيم العراق وخلق نزاعاتٍ جديدة مدمرة مُخَطط لها مُسبقاً من دول كبرى لها الكلمة النافذة في العراق والمنطقة. فهلْ من إرادة وطنية شعبية لأيقاف هذا المخطط وإفشاله؟ |