شَبَحُ المَوتِ " قصة قصيرة" بقلم حيدر حسين سويري |
وَقَفَ عِندَ بَابِ المَقهَى, فَأصبَحَ ظِلهُ بِسَبَبِ الضَوءِ الساقِطِ عَلى جِسمِهِ مِنْ الخَارِجِ، كَشَبَحٍ مُخيفٍ، وبِدونِ أيَّةِ مُقَدَمَاتٍ صاحَ:
فَزِعَ الحَاضِرُونَ، وتَنَاثَرت الكَراسِيُ، تَلحَقَها قِطَعُ الدُومِنو، وأقرَاصُ الطَاولِيُ، وتَكَسَرتْ أوَانِيُ الشَاي، وَذَهَبَ طَعْمَهُ مِنْ ألسِنِةِ المُحتَسينَ لَهُ، فَقد تَيَبَستْ الشِفاهُ، وَلَمْ تَعُدْ قَادِرَةٌ عَلى الكَلامِ، سوى بَعَضَ الصرخات:
بَحَثَ بَعضُهُم مِمَنْ بَقيَ لَهُ بَعضُ القُوةَ، أو وَقَعَ تَحتَ سَطوَةَ اللاشُعورِ، عَنْ نِافِذَةٍ أو بابٍ لِلهَرَبِ مِمَا سَيَحدُثُ، ظَنَّاً مِنْهمُ أنَّ هَذا الشَبَحَ، إنتِحاريٌ يُريدُ أنْ يُفجرَ المَقهَى... لَكنْ حَصَلتْ المُفَاجَأةُ! فقد صَاحَ الشَبَحُ مِنْ مَكانهِ، الَذي مَا زَالَ واقفاً عِندَهُ:
بَدَأتْ تَتَصَاعَدُ الأنفاسُ بعد الإحتباس، وتوقفت الحركةُ والضوضاءُ قليلاً، وخفت حدة التوترِ... فأكمل الشبحُ كلامهُ:
فأخَذَ بَعضَهُم الضَحكَ، وَبَعضَهُم الآخرُ البُكَاء... |