عريضة الى الله

 

إليك اتحدث لأَنِّي فقدت الأمل في هؤلاء الذين خلقتهم على هذه البسيطة.
إليك انظر لان الوجوه التي أتصفحها كل يوم حتى وجهي حين أقابله في المرآة لا ارى فيه قطرات الحياء التي يفترض بها ان تجول على الجبين . 
إليك اهمس و إليك اصرخ و إليك انعى إنسانية كنت اظنها تسكن قلب كل عراقي مؤمنا كان او ملحدا .
أ يعقل ان أربع علب من مناديل الورق الرخيص الرخيص جدا يصبح ثمنها عاماً كاملا ً من عمر إنسان ... من عمر طفل لا يفقه الفرق بين الذهب و التراب بعد 
أ يعقل ان يسجن هذا الغض اليانع خلف قضبان الفولاذ و هو لما يجف حليب ثديي أمه من شفتيه بعد 
ألا يستحي هؤلاء الذين اشتركوا في هذه الجريمة 
ألا يخشون غضبك ... أ لا يخافون من نظرات عيون اطفالهم المتسائلة ....
ألا يدس المتنعمون في العراق رؤوسهم في الارض حياءاً كما اعتادوا ان يدسوا أيديهم في جيوبهم و خزائنهم و مغارات كنوزهم .
ألا تحل على هذا الطفل بركات مدحت المحمود الذي ابرأ ساحة الجبوري بخمس دقائق و التهمة مليارات و تريليونات 
و طفلنا المسكين يحبس من اجل أربع علب من الورق العفن .

ألا يستفيق القابعون في مجلس النوّام ؟
ألا يستقيل الوزراء و رئيسهم الصادحون بالإصلاح ليلا و نهار 
ألا يخجل الذين طالما صدعوا رؤوسنا بالحديث عن علي بن ابي طالب و عمر بن الخطاب و غيفارا و مانديلا و غاندي .

لن تقوم لهذا البلد قائمة طالما كان فيه البأس و الهيبة لمنتفخي الجيوب من المال على منتفخي الجفون من البكاء .

إليك يا رب ارفع عريضتي هذه 
طالبا فيها الحق من كل هؤلاء بما فيهم انا