"أبي حسين"

 

 

ذكراكم في بالي لايفارقني، إذ كنت في الدنيا صحيح، ماإن مرضت حتى تلاشت مخيلتي ،وأهلي كرام باعوني بلاقيم .

ستة عشر عام مضت، لا أذكر سوى أني هنا، لا أذكر تفاصيلا جمعتنا، ذكراكم الأن يفتح ماتبقى في العقل، لكي أذكر ماضي، سيمنح المستقبل، الغد .

أبي حسين ، سنين ونحن هنا ،في فجوة في هذه الدنيا ،في فجوة بلا تواصل، في حياة لم تعد حياة ،كل مافيها صراعات ومال .

أبي بعدكم تحول الأمر الى فراغ،  لأجد أن الحياة في زمننا ميزان مقلوب،  يزن الباطل حق والحق باطل .

أبي زمنكم كانوا الرجال رجال ، ونحن هنا صرنا نساء لا نعلم لماذا .

أبي زمننا يقضي على الصغير، ويترك الفاسد .


أبي كل شئ في أخر الزمان،  معكوس على أصله،  فالحياة بالمقلوب ،الباطل حق، والحق باطل، والنساء رجال يتحكمن في الأمور، والرجال نساء خانعين في الجهل .

أبي تحول الأمر هنا الى رماد، يرميه الساقي، وهو يعلم، فبدلا من ترك السقي ، فضل حرق المعدن .

أبي اسفى على فراقكم الأن أكثر مما مضى،  لأني الأن محتاج لرعاية ابوية رغم أني لست صغيرا،  لكن ولاية الأمر ضاعت ، وأمري كان بكم وكنتم أرحم .

أبي نحن وأنتم على موعد القيامة ، والموت حق، وحياتي لما مضى ستدفع بما تبقى، والله سيقبل النحو اليه وسيعطينا ما نرجوه أبدا .

أبي نم قرير العين، فأنت التاج والقدوة الحسنة،  والسند المصفى، وبكم نحن هنا، والجنة تحت أقدام الأمهات ، ولن ننساها ماامر الله تعالى في وصالها .

أبي يونس ولدي يبعث اليكم نسائم الصلاة والاستغفار، وزينب إبنتي تنظركم فيني، وأنا ارجوا الله الرحيم لكم الجنة .

أبي ذكراكم في داخلي الى ان نلتقي ،فالسلام على روحكم الطاهرة الى القيامة .

الموت حق ،وكل الناس داخله ،باب اليه ننحوا ولا نحسن له العمل