العبيدي رغم خسارته المنصب الا انه كسب رضا الجماهير

حقق مجلس النواب العراقي  فوزه الحاسم على وزير الدفاع خالد العبيدي بعد تسديده هدف الفوز على منافسه بضربة جزاء  في المباراة التي جرت امس  على ملعب  مجلس النواب  .. وبهذا الفوز خسر العبيدي منصبه  ليخرج من الدوري وهو في غاية الخيبة والخذلان بعد فشله في تحقيق  نصرا مؤزرا على منافسه فريق مجلس النواب لينضم الى  تشكيلة الوزراء المقالين  .. لكن اقالة العبيدي تختلف عن اقالة  نظرائه الوزراء كونه  قد ترك اثرا بالغا في   الملعب الحكومي  باعتباره من ابطال الدوري  الذين يشار لهم بالبنان بعد ان حقق انتصارات كبيرة  في  الملاعب العسكرية التي خاضها في مناطق  غرب العراق  فيما كان  يستعد لخوض المباراة الاعنف  في ساحة  محافظة نينوى  .. 
وكانت جولة العبيدي مع مجلس النواب جولة عاصفة  اسفرت نتائجها الاولية عن  استنفار الجمهور للتفاعل مع  فريق العبيدي  من خلال انفعالاتها  تأييدا وترحيبا لما ذهب اليه من صراحة وشجاعة في توجيه الاتهامات  بوجود خروقات في اللعبة السياسية التي يمارسها البعض من اعضاء مجلس النواب  وتأثيرهم لابتزاز الوزارة لتحقيق منافع شخصية  .. لكنه لم  يتمكن من  اداء فن اللعبه حسب  فنون لعبة كرة القدم التي  تعتمد فن المراوغة  في حين اعتمد اسلوب التسديد المباشر للكرة  وهو اسلوب لايرتقي الى مستوى اداء اللعبه السياسية  .. لكن العبيدي ورغم خسارته في الدوري استطاع ان يكسب رضا وتلاحم الجماهير معه  الذي اعتبر خسارته  في اللعبة خسارة  لكل مسعى جاد لكشف  المفسدين  خاصة بعد ان  علق  العبيدي على فوز فريق مجلس النواب بسحب الثقة عنه قائلا " انتصر من اوصل العراق الى ما وصل اليه الان " واضاف في بيان بعد اعلان خسارته في الدوري " فليعذرني الشعب والجيش .. فقد حاولت ان احارب الفساد بالممكنات لكن يبدو ان اربابه اقوى وان صوتهم اعلى  وفعلهم امضى " وقد اثبت العبيدي  ومن خلال  المباراة  انه  جنديا بارا  لوطنه استطاع ورغم العوائق التي واجهته  في حربه  على الفساد ان يكشف جانبا مما يجري في الخفاء من تلاعب بقوت الشعب  وان هذه الحرب كانت غير متكافئة  بسبب  قوة الفريق المنافس  وقدرته ومعرفته الفائقة في فن اللعبة السياسية التي هي في كل الاحوال تكشف جانبا من الفساد  المستشري  داخل العملية السياسية .. والعبيدي  الذي طلب من الجمهور تقييم عمله  في بيانه بعد اعفائه من منصبه .. يعتبر من الشخصيات التي اثبتت خلال تسلمه المنصب  من الشخصيات العسكرية المهنيه  بسبب قدرته  المتميزة في بناء  المؤسسة العسكرية  ونزاهته في محاربة الفساد والمفسدين ومنع المحسوبية والمنسوبية التي اوصلت العراق  حسب قوله "  في العام 2014 الى ان يخسر 40  بالمئة من ارضه  ويشرد  ملايين من شعبه ويهدد مقدسات العراقيين  وعاصمتهم الحبيبة بغداد ".. ورغم فوز  فريق مجلس النواب على منافسه وزير الدفاع  خالد العبيدي الا ان العبيدي قد حقق نصرا كبيرا بعد التفاف الجماهير حول طروحاته التي كانت  طروحات تدلل على نزاهته  وشجاعته  كونه خاض مباراة غير متكافئة بين فريق  محترف في فن السياسة  التي تعتمد المراوغة  فيما كان فريقه  يفتقر الى تلك الفنون  باعباره فريق محترف في فنون الحرب  ومواجهة الارهابيين .. ورغم خسارة العبيدي وهي خسارة لكل  العراقيين  المطالبين بكشف ملفات الفساد وتأشير اسماء المفسدين لم يرضى ان يستمر الحال كما هو عليه  .. 
الا ان المنصفين  وهي شهادة للتاريخ  قد عبروا عن تلاحمهم مع طروحات العبيدي واكدوا ان  سحب الثقة من العبيدي هي مخالفة دستورية وان جميع القضايا التي طرحت خلال جلسة استجواب العبيدي جرت في عهد الوزير السابق وان ما جرى مع العبيدي هو استهداف  لانه  بدأ يشكل اول  بوادر فتح ملفات كبيرة .. ورغم ان الهدف الذي سدده العبيدي في المبارة الاولى مع خصمه فريق مجلس النواب  كان عنيفا هز شباك حامي الهدف الذي وقف مفزوعا مندهشا امام تلك الضربة  والتي عالجها فريق المجلس بضربة  مماثلة في  المباراة الثانية من الدوري انتهت بتحقيق الفوز الحاسم  الا ان العبيدي حقق نصرا  مؤزرا بعد كسبه الجمهور الذي سيحسم المعركة   الفاصلة في المباريات القادمة والتي ستكون حتما لصالح  وزير الدفاع خالد العبيدي الذي بات رمزا وطنيا  وقائدا عسكريا  يشار له بالبنان .. وهذا ما ستكشفه الايام القادمة وخاصة وان القوات المسلحة العراقية  تستعد حاليا لخوض معركة الموصل التي ستكون هي الحد الفاصل في تحديد مستقبل العراق  .