وزارة الخارجية ومسالة تعيين السفراء وموظفي السلك الدبلوماسي |
تناقلت وكالات الانباء حادثة اعتداء ابناء السفير العراقي في البرتغال على احد المواطنين البرتغاليين ، وتوالت طلبات الحكومة البرتغالية للحصول على منفذ قانوني لمحاسبة ابناء السفير ، بعد ان عجزت تلك الحكومة عن اتخاذ اي اجراء ، بسبب كون السفير وعائلته يتمتعان بالحصانة الدبلوماسية بموجب المادة 29 من اتفاقية فينا ، وكذلك تغريم اثنين من البعثة الدبلوماسية العراقية في سويسرا لقيامهما ببيع السجائر في السوق السوداء ، بعد شحنها من المانيا لتباع خلافا للقوانين المحلية ، ان الحصانة التي تنشا عليها سائر الامتيازات التي يتمتع بها رجال السلك الدبلوماسي وعوائلهم ، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لمباشرة البعثة لوظائفهاالمادة 25 من الاتفاقية المذكورة ، تتعارض مع هذه الحوادث رغم كونها حوادث فردية الا انها اعادت من جديد التذكير بمسالة اعادة النظر في شروط وشخوص اعضاء بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج ، واليوم تتوالى الحوادث التي تشير الى جنوخ الكثير من اعضاء هذه البعثات مما يدلل على عدم تطبيق المعايير الدولية في اختيار اولئك الموظفين ، والمشار اليها تفصيليا في اتفاقيات فينا والبروتوكولات الملحقة بها وان المعلومات تشير باستمرار الى وجود اعضاء في البعثات الدبلوماسية لا يحملون الشهادة الاولية ، او سفراء ودبلوماسيين لا يجيدون لغة اجنبية، الامر الذي يكون اقل خطورة لو كان في وزارة اخرى ، لا وزارة الخارجية ، وفي هذا الظرف بالذات ، حيث يخوض العراق حربه العادلة مع الارهاب ، كونها وزارة اتصال العراق بالخارج ، فان مهمتها تشير للدلالة على مهمة السياسي الذي يقوم على حد تعبير استاذ الدبلوماسية ارنست ساتو بالتوفيق بين مصالح بلاده ومصالح البلاد المعتمد لديها . والذود عن شرف وطنه والسهر على تنمية الوعي الدولي ، انتهت مقولة الاستاذ ونقول نحن ان العلاقات الدولية هي كل شئ موجود ضمن سلسلة تبادل طويلة بين الدول يقع بضمنها تبادل السلع والافكار والعيارات النارية والعلاقات الدولية تتسم بالحركة الدائبة والتوتر المستمر والانانية المطلقة ، فعلى السفير او القائم بالاعمال بل وحتى الوزير المفوض ، ان يكون بمستوى المسؤولية من الناحية العلمية والعملية بحيث يستطيع مجابهة هذا التشابك العريض من المصالح ليحقق لبلاده المكاسب المطلوبة من خلال عمله الدبلوماسي ، ولغرض تمكين سفاراتنا من تجاوز السلبيات الناتجة عن سؤ الاختيار المعروفة اسبابه اولها المحاصصة واخرها المحسوبية ، نود التعرض للمتطلبات الواجب |