تجري الرياح بما تشتهي سفن الفاسدين!


دهاليز السياسة المعتمة، ورائحة الفساد النتنة، تغطي ضمائر بعض نواب، لتفرض إرادة الشر على الخير، اصطفافات وصراعات ومصالح شخصية، كانت كفيلة بإزاحة من يعلوا صوته ضد الفساد، رافعا بطاقة الحمراء، بوجه من يحاول الإصلاح، مع تحذير شفوي للجميع، لا تسلكوا طريق العبيدي، فنهايتكم تصويت سري؟!
ما زال جناح الدولة العميقة، هو الأقوى داخل مؤسسات الدولة، التشريعية والقضائية والتنفيذية، يعقد الصفقات ويفرض إرادته الشريرة على من يشاء، على مدى ثلاثة عشر عاما من التناحر والتجاذب السياسي، أرهقت البلد وخذلت الوطن، كسر العظم، طريقة بعض سياسي الشيعة، لفرض الإرادات، ومنطق القوة، لدوافع شخصية وحزبية وطائفية.
نظام الغابة هو السائد بين فرقاء السياسة، والمستفيد الوحيد منها هو داعش والفاسدين، لأنهم يتغذون على الأزمات، لذا نراهم كلما هدأ الوضع العام، خلقوا أزمة هنا، وأشعلوا أخرى هناك، لم يفقه سياسيونا- إلا القليل منهم- إن الدولة لا يمكن أن تدار بهذه الطريقة السطحية والساذجة والفارغة من محتوى الدولة.
حلم العودة إلى السلطة يراود صاحبنا كل يوم، وهمه الأكبر كيف يستعيد ذاك الكرسي وبأي طريقة، لو نظرنا من زاوية ثلاثية الإبعاد، لرتسمت صورة واضحة لما يدور في العراق، جميعها تخرج من تحت عباءة (الصراعات)
في بداية تشكيل الحكومة، التي ولدت من رحم أزمة كبيرة جدا- لولا بعض العقلاء من الساسة.. لكنا نعيش حرب داخلية بقوة السلاح بين الأحزاب، ضغوط خارجية ومساعي داخلية أنتج حكومة المقبولية، انشق على أثرها دولة القانون لجناحين، وازدادت الفجوة بينهما كثيرا، ليصبح على الخارطة السياسية جناح العبادي وجناح المالكي.
من المعلوم إن جناح الأخير هو الأقوى، لما يملكه من سبل مالية وإعلامية تجذرت لثمان سنوات على كرسي العرش، أعطته الزخم ليقاتل على المنصب في كل الجبهات، طفوا الخلاف السني السني على السطح، زاد من حظوظ هذا الجناح، لينقض على فريسته العرجاء، من خلال قطع اذرع العبادي وتقليم أظفاره، في أجواء مشحونة من التخاصم السياسي الداخلي لكل طائفة.
في اللهجة الدارجة (لعبه صح) مستغلا خلاف بين متحدون والحزب الإسلامي (السني) ليضرب أركان حكومة العبادي، بعد استقالة وزير الداخلية، أقيل وزير الدفاع- باتفاق مبرم مع الخصوم تحت نظرية (عدو عدوي صديقي)- وهما عصب الحكومة في ظرف امني صعب وتحدي كبير لخوض النزال الأخير ضد الدواعش.
عندما تسخر كل الموارد الشيطانية، لاستهداف خصم سياسي بدوافع شخصية ومصالح فئوية، على حساب الوطن والدماء والأبرياء، فهي اعلى قمم السفالة والنذالة والقبح البشري، يمكن أن يصل إليه مستوى التعاطي بين خصوم السياسة.
لمن فرح بإقالة وزير الدفاع، أقول: كم سارق قد سجن؟ وكم من يتيم أعطي حقه؟ وكم مليار استرد من الفاسدين؟ وكم ...وكم، كلها انتم سببها، ولم تحزنوا لفقدها، لأنكم محصنون، وشعرتم بالنشوة، لإرغام خصومكم السياسيين، فتبا لنهجكم ومنهجكم، والخزي والعار لمن تاجر بالوطن والشعب، لإشباع نزواته الشخصية ومخلفاته الحزبية فما طار طير وارتفع ، إلا كما طار وقع.