قصتي مع ايران (5)
                                                                                  
كلفني مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع السورية بتقديم بحث عن الوضع العراقي المرتقب بعد انسحاب الالوية الامريكية الستة ، وكان هناك بحث ايراني عن المفاعل الايراني وبحث فلسطيني عن مستقبل فلسطين وبحثين عراقيين للدكتور خالد السامرائي والدكتور خالد المعيني ...اوصانا رئيس المركز بعدم التعرض لايران بسوء . رغم ان بحث د.خالد كان عن اثر الانسحاب على دول الجوار العراقي..في الاستراحة دعى السيد وزير الدفاع الباحثين العراقيين لتناول الغذاء معه وكان الحديث عاما ..خرجنا ليأتينا رئيس المركز متوسلا وقال بالحرف الواحد (ان مستقبلي المهني بين ايديكم)...كانت طروحات البحوث الايرانية والفلسطينية واللبنانية متفائلة وثورية وتنذر الاعداء بالويل والثبور وحازت على تصفيق الجمع الغفير كما هي طروحات مدعي المقاومة على صفحات التواصل وغيرها ..
بدأت حديثي بالترحيب الروتيني قائلا (( سوف لن استجدي التصفيق منكم ، لأني سوف لن اخبركم بما يسر لانه في الواقع لا يوجد ما يسر فالالوية الستة سوف لن تذهب بعيدا وستبقى قادرة على التدخل في العراق بساعة بعد ان كانت تفعل ذلك بنصف ساعة ، وهي ستعود يوما لان الفراغ باق وأن الوضع في العراق اليوم هو احسن منه غدا ، وغدا سيكون احسن من بعد الغد طالما برازات الاحتلال باقية (الطائفية ، الفساد ، والنفوذ الاجنبي المتعدد والمختلف في اتجاهاته ), والحكومة العراقية ستبقى ضعيفة طالما هي مرتاحة لكل انواع النفوذ الاجنبي ، وطالما هي جزء منه ...اما الشعب العراقي فما عاد قويا كما عهدتموه لان اهم فقرة في المخطط ان لا يبقى موحدا ، واتحمل مسؤولية كلامي بانه سيعود كما عهدتموه ))
بدأ بعدي بحث د خالد السامرائي ليقول (( لقد قادكم عبدالخالق الشاهر الى التشاؤم والشعور بالمرارة ، وأريد ان الطف الجو بنكتة وهي ان هناك عائلة شيعية في العراق وبمناسبة ما .. جائو برادود يقرأ عن استشهاد سيدنا الحسين  واوصوه ان لا يتحدث بسوء عن سيدنا عمر كون احد جيرانهم من اهل السنة ، وان لا يتحث عن سيدنا المسيح بشيء سيء لوجود جار مسيحي ، وان لا يتهجم على الشيطان لوجود جار ايزيدي..آلخ . اجابه الرادود باللهجة العراقية ..(لعد شكول الحسين صعقته الكهرباء واستشهد؟؟واحنا ليهسة ما عدنا كهرباء بالعراق)... واسترسل قائلا ..وأنا مطلوب مني ان اتحدث عن العراق ومآسي اهله دون ان اتحدث عن جيرانه وسأقول ان العراق صعقته الكهرباء ، والحمى لا تأتي الا من الارجل ..)) ..
هذا الرجل نفسه بقى في سوريا العروبة دون جواز سفر كونه مطلوب للقضاء العراقي(المستقل) ولا زال ..كونه من مناضلي البعث العراقي قبل حكم البعث وطالما رافق الرئيس صدام في سيارته (الفولكس فاغن) ، وبعد الاحتلال حاول ان يسب الحجر الاسود (الآليات الجامدة والمفتاح نفسه بعد ان تغيرت الاقفال ) فقالت عنه شبكة يفترض ان تكون محترمة (قزم من اقزام الاحتلال الجدد) ..
لنغادر سوريا ولنتفرغ في الحلقات القليلة القادمة لايران ، وسأغادرها بعد ان ابيح سرا واحدا وليسامحني الرب ان كنت اخطأت ... والسر هو ان هناك مقاومة بعث عراقي حقيقية ضد الاحتلال الامريكي وليست رقما وهي (جيش محمد) الذي قاده  العقيد الشهيد مؤيد الذي استقبله الرئيس الاسد وقدم له الدعم المطلوب..
المختصر المفيد ان سوريا حليفة لأيران وليست مذعنة لها ، وهذا ما لا ينطبق على حزب الله الذي اعلن زعيمه مؤخرا انه يطيع الولي الفقيه وأن تمويله بالكامل من ايران..اما عن العراق فالأمر معقد ؟؟ وسنحاول ازالة التعقيد بكل علمية وشفافية..
وللحديث بقية