هكذا تتكلم الهيبة .. انه زمن الألمان... بقلم: علي لطيف الدراجي |
عندما ينهار خاطفي القلوب بهزيمتين كبيرتين في غضون 48 ساعة وبثمان كرات فهذا يعني اننا امام طرفي كلاسيكو فارغ من محتواه سوى انهما يتصارعان من اجل املاء الخزانات بالالقاب وارضاء التاريخ. انه واقع حال كان يجب ان نراه بسقوط متوقع وطبيعي لفريق يلعب له فتى حالم سرعان مايذوب كالملح في احضان الدفاع وفريق اخر يلعب له خارق ارهقه مشوار الوصول الى المرمى. وهذا يعني اننا امام فريقين يلعبان بقدمي لاعب واحد وهذا هو مايؤلم القلوب في لعبة الجمال والكرة الجماعية التي باتت صريعة الوحل بسبب الدوري الاسباني لاغير. اصبح من الواضح ان برشلونة بدون ميسي وانييستا وتشافي لايعني شيئاً وليس من الغريب لو وجدناه في وسط قائمة الدوري وكذلك الحال لرونالدو واوزيل واخرين وهذا شئ لايحتاج الى تحليل وتفسير فاذا كانت هذه الاسماء موجودة وراينا اكبر مهزلة في التاريخ فماذا يتوقع المغرمون والتائهون في حب التاج والصليب. ان واقعة اليانز ارينا وسيجنال أيدونا بارك كشفت عن خرافة القطبية الثنائية في منافسات الدوري وهذا مالاحظناه من خلال سيطرة برشلونة وريال مدريد على لقب الدوري والكاس في اسبانيا وحتى في سيطرة انتر واي سي ميلان في ايطاليا والخبر السار ان هذا الاستحواذ لايعطي لمنافسات الدوري والكاس سوى طعم العلقم المتطرف وكلا الواقعتين سجلتا بفخر العرض المرهق وكأنه سنوات خريف الاسبان. ان حقب التاريخ لاتعني شيئاً في كرة القدم وقطار الالقاب لم يقف مع اعداء البلد الواحد وهم ينهارون امام حكمة الشتاء القارس والعنفوان الالماني العتيق فأنتشر الحب الاحمر في بافاريا وعشق شمال الراين في دورتموند ليعي كل العالم مقولة ذلك الاداري الكبير الذي بنى مجد بروسيا بعد الحرب العالمية الثانية بقوله " ان بروسيا دورتموند تمرض ولاتموت" . لقد تكلمت هيبة الالمان وهزت عروش الاسبان تلك الهيبة التي نال منها الاعلام عندما وصفوا الالمان في مونديال اسبانيا عام 1982 بانهم ملائكة بوجوه قذرة ولكنهم الان ملائكة بثياب الانتصار وطريقهم نحو عرس الخامس والعشرين من ايار في ويمبلي سيكون بطعم النشيد الالماني الذي يقول ( ويتشلاند اوبر اللاس) أي المانيا فوق الجميع .. وكل عام والمانيا تلعب بخير. |