حين أطلعت غلى خبرعن رئيس حزب العمال البريطاني وهو يفترش قطار لندن بعد نفاذ المقاعد المخصصة لرحلته ...ولم اعرف مدى اهمية سفره او حاجته لهذه الرحلة ورغبته التي اضطرته الى اتخاذ قرار افتراش الارض وعلى حد علمي هذا الحزب من الاحزاب المهمة والكبرى في لندن وعموم المملكة المتحدة وقد تذكرت رؤساء الأحزاب والكتل والمسوؤلين في دولتنا الموقرة والسياسيين الذين يسدون الطرق والشوارع والساحات لساعات مع حماياتهم الأسطورية وسياراتهم المصفحة بكل انواعها وهم في اتجاههم لخضرائهم الموبوءة وبرلمانهم المشبوه أو وزير فاسد نراه مع شلته أو حتى أقل منه درجة او مسؤولية لاتهمهم حياة المواطن ولا وقته او عمله أو حاجاته ومشاغله وأرتباطاته أوتعرضه للأنفجارات والسيارات المفخخة اليومية التي صارت اعتيادية عندنا .... تذكرت حقا الفرق الشاسع بين أحزابهم ومسؤوليهم وسياسييهم ووزرائهم وكل من تناط بذمته مهمة حكومية هؤلاء الذين يسميهم البعض ((بالكفرة )) او لادين لهم وهم هدفهم بناء المواطن في بلدانهم على اسس صحيحة واشاعة ثقافة الالفة والتسامح والاخاء والعمل المشترك و بناء اوطانهم وراحة الناس وادامة الخدمات وشغلهم الشاغل الوصول الى ارقى المستويات في العلم والتكنولوجيا والتقدم والحضارة وما الى ذلك من مسؤوليات ....وبين أحزاب الصراخ والشتات والشتائم والتجاوز والاجتتثاث والتهميش والأتهام والاضطهاد والوصول الى ادنى درجات الحياة والتطور وتجريد البلاد من الكفاءات الوطنية....ووقوائمهم تطول ... أحزاب ضيعت البلاد وشتت العباد وأنتهكت الاعراض وسلبت الاموال وخلالهم سجل التأريخ لبلادنا من دول الفساد الاولى وبفضلهم وتناحرهم ضيعنا ثلث اراضينا وهذه حروبنا الطائفية تتنقل بنا بين مكان ومكان وها نحن نتوسل البنك الدولي ليمنحنا فتاتا لنسد به رمق حالنا .... وها انا ابشركم وافرحوا معي المفوضية أطلقت العنان لأحزاب جديدة فنحن في زمن الحرية الحمراء المفتوحة والمفتونة بالصراعات والخصومات والتضحيات نعم صار لنا ((66)) حزبا مسجلا ...وكل حزب بما لديهم فاسدون..... وتذكروا معي في جولات البرلمان الماضية كان لدينا ((35)) حزبا وخزينتنا الاسطورية ذهبت في بطونها وفعالياتها الدينية والسياسية وممارساتها اللااخلاقية واقامة نشاطاتاتها على حساب خزينة الدولة لهم ولقياداتهم ومنتسبيهم وانتخاباتهم وكذلك حروبها السياسية والطائفية والعشائرية والكتلوية وميليشياتها التي فاقت تخصيصاتها الجيش العراقي وأمنه الوطني وفضائياتها وصحفها أضافة لأرتباطاتها الخارجية وتمويلاتها وكلها من خزينتنا ((السايبة))ليحولوا حاضر ومستقبل البلاد ملكا لهم ولعوائلهم ومريديهم ....ولمنتسبي احزابهم التي تصب مجرى حيتان أحزاب الفساد العراقي
|