لا تظلموا الحيتان ، فتنسبون سياسيينا اليها !

لستُ من دُعاة السلام الأخضر أو الأرجواني ! ، لكن لدي معلومات بسيطة عن هذا المخلوق المسكين ، الهائل الحجم والمنسوب الى الثدييات ، يقال ان قلب الحوت الأزرق بحجم سيارة دفع رباعي !، ويقال ان البطينين والأذينين لقلب هذا المخلوق المسالم يكفي لجلوس أربعة رجال بداخله ! ، انه قلب كبير جدا ، اليس كذلك !؟ .
 هذا المخلوق الجبار ، عشرات الأطنان من العضلات الهائلة التي لا يستخدمها للصراع ، انما للسباحة والغوص فقط ، فبأمكانه قذف زورق صياديه في الهواء ويقتلهم بسهولة ، لكنه لن يفعل ، وكأنه يستقبل حتفه بأرادته على أيديهم ! لا لشيء ، الا لطمعهم في كبده ، حتى وصل لحافة الانقراض! ، بل بدأنا نرى العكس ، فنحن الحيتان بأستسلامها لحتوفها ، وسياسيونا لا يكلون عن انتزاع أكبادنا !.
هذا المخلوق الهائل لا يقتات الا على مخلوقات البحر المسماة (البلانكتون،أوالهوائم البحرية) وهي اصغر حجما من النمل ، لا يمتلك اسنانا ، بل مصفاة لمنع المخلوقات الكبيرة من الدخول لجوفه !، وبعضها يقتات على الأسماك ، ويكتفي عند الشبع ، هذا المخلوق الراقي والغامض الذي يجوب المحيطات والبحار العميقة ، بهجرات تصل لالاف الكيلومترات ، يتكاثر ويحمي صغاره اسوة بغرائز بقية المخلوقات ، بل يعتقد العلماء ،ان الحيتان هي المسؤولة الرئيسية عن تكريس توازن البيئة البحرية ، التي اختلّت كثيرا بسبب نقصان عددها ..
ان سياسينا يعاني من جوع مزمن لأنه لم يعهد خيرا في حياته ، ولأنه عاش أبد دهره بين الحفر ! ، فاذا بالرياح السوداء ترفعه الى عليين !، لهذا فهو نهم بشكل لا يعرف الشبع ، ولا يعرف الهجرة كالحيتان ، مقيم ابدا على قلوبنا التي تستجدي خفقاتها تحت ثقله ، ربما وجه الشبه الوحيد هو الوزن الجاثم على صدورنا بشكل جعلنا نلتهم انفاسنا التهاما ، والحجم الهائل الذي حجب عن أعيننا رؤية ولو (بصيص لاله) في نهاية النفق الذي تحول الى قبر ! ، مانعا اي لقمة ان تجد طريقها الى أفواه الجائعين ، المستحقين لها وهم يصارعون الموت .
انها أهانة واجحاف بحق هذا الحيوان المهيب ، والذي يعيش في بيئة مختلفة ، أن يُقارن بسياسي عراقي ، هذا الحيوان المنقاد لغرائزه التي خلقها الله له ، ،فلا يحيد عنها  ولا يسرف ولا يبذر وهو يعيش في بيئة غنية بالموارد ، هكذا خلقه الله ، كبيرا ضخما ، لا تحمل جسده الا البحار ، وستتحطم أعضاءه اذا جنح على اليابسة لسويعات ، كثيرا ما يلجأ للأنتحار بهذه الطريقة لسبب مجهول ، ربما لاعلان تمرده على تشبيهه بالسياسي العراقي !، بل ربما الأجدر مقارنة هذا السياسي  بالقرش الذي يقتل لمجرد القتل حتى لو كان شبعا !، يبتلع كل شيء في طريقه حتى قطع المعدن ، ويمضغ حتى (البلاستك) !، كانسا في طريقه حتى فتات خبز الجياع ، يشم رائحة الدماء التي اعتاد عليها من مسافة عدة كيلومترات ، فتقوده (حيوانيته) الى هدفه دون تفكير، ليتنازع مع أمثاله من القروش ، لنهش ما تبقى من لحم الضحية بسباق محموم ، لتأتي حتى على العظام !.
ها هي وحوشنا ، تتجول فاغرة افواهها ، كاشفة عن اسنان مقززة وقابلة للتجديد بأستمرار ومشرعة كالخناجر ، ولا تزمّ شفاهها القبيحة لاخفاء اسنانها وهي تتصنع الأبتسامات الصفراء ، الا وقت الانتخابات ! ، تلك المخلوقات التي قال عنها شاعرنا (مظفر النواب ) ، والتي لا تستأهل القسم عليها بالله قائلا: أقسمت بأعناقِ أباريق الخمر !..
وما في الكأس من السّم ..
وهذا (الثوري) المتخم ..
بالصّدَفِ البحري (ببيروت) ..
تكرّش حتى عاد بلا رقبة ..
فنحن في نظرتلك المخلوقات ، لسنا سوى سمك (زوري) تلتهمنا ساعة تشاء ووقتما تشاء  ، وهذا (الزوري) ، لا يكف عن جذب اسراب اسماك القرش تلك وهو الذي يأتي بها ، والسبب بسيط ، فماذا ننتظر من عقلية سمكة ؟! .