حرامية الحزب القائد (الدعوة والبعث) بعد طُهر طاهر يحي

قبل نصف قرن من الزمن الرديء كان المغفورله الفريق طاهر يحيى (حتى 19 أيار 1966م) رئيس وزراء  العراق.. وفي أمسية من أيام ذلك العام كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل “ساحة الميدان“، وهنا صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب “الأمانة”، كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا) لكن قاطع التذاكر “الجابي” قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية…وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، كل هذا جرى و(دولة) رئيس الوزراء يراقب كل ما جرى أمام عينيه!!وهنا نادى رئيس الوزراء على الجابي وقال له:لماذا فعلت هذا العمل؟
فتغافل الجابي وأجاب:عن ماذا تتحدث؟
قال له: وهل تعرفني؟
أجابه الجابي: لا….
قال: أنا طاهر يحيى رئيس الوزراء…
وهنا تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل مدعيا بأنه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامه!! (وهي بقيمة 60 فلسا أي غرّمه 60 فلسا).وقال له رئيس الوزراء: سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة إختلاس…!!.وبقي الجابي يبكي ويتوسل..
وهنا تدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين (دولة) رئيس الوزراء الصفح عنه..وإستجاب طاهر يحيى رئيس الوزراء لتوسطهم، ورجائهم، وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مدّ رئيس الوزراء يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي.. وقال له:إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!!
ونزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم بتواضعه وإنسانيته..
رحم الله طاهر (حبسه وعذبه رفاق البعث!) و رحم الله طُهر زمان كان فيه الرفاق رفق والرجال فيه كثيرون!..


بيان انقلاب القصر 17 تموز 1968م : القضاء على الأميين والجهلة، استلمنا خزينة العراق خاوية !