"عبد دوشان" نحات فطري يغازل الحضارة

يبدوا ان الآلهة السومرية أودعت سر إبداعها في وجدان وروح الفنان الفطري"عبد الله دوشان " وألهمته عشق غريب الأطوار كسر به حدود المنطق وخرج عن المالوف وعن "نظريات العلوم السلوكية" التي وضعت تحقيق الذات في اخر التدريج ألمراتبي,عبد الله يقطن في هامش مدينة تعاني شغف العيش والبؤس والحرمان يسكن بين أفواه جائعة ومعاناة من داء عضال,المنطق يقول بان عبدالله يجب ان ينصاع للواقع ويبتعد عن الخيال ويوفر قوت للأفواه الجائعة ,لكن العشق والنظر والانتماء الى الطين والاهات  و صرير مياه الاهوار  كان اقوى من كل التحديات,
 ورث الاصرار من ملاحم ملوك "سومر" وتحدي الصعاب هرب مكنونه الفني وابداعه ومعاناة مدينه غافية على كتف نهر الوجع ونظرات كادحة متعبة وسماء رمادية الى  فضاءات الإبداع وسماء مطرزة بالالون الأطفال, وجد ضالته في "متحف الطراد "افترش ارض الباحة واحتضن الحجر مع "وسام وميدو" وبداء يسقط شحنات المعاناة ويعزف بأزميله ومطرقته سمفونية العشق المداف بالوجع ليغازل حضارة غابرة في عمق التاريخ ويعيد أنتاج نصب الملك السومري" كلكامش" ليلبسه حلته ويظهره بكبرياء الملوك والشجعان ليغيض الثور السماوي و الآلهة عشتار ,لكن البؤس وسوء الطالع حالة دون ان يرى دوشان  ثمرة جهوده شاخصة وسط باحة المتحف  وترك نصب الملك  السومري يفترش الارض ,اليوم يشتغل وسط الغبار والضجيج "العربة الملكية الأشورية وعيونه تربوا على النصب المضطجع,  نأمل ونحن نكتب هذه السطور ان نجد اذان صاغية ونوايا صادقة لتقف مع هذا الفنان وغيره لتحقيق  أحلامهم  وتطلعاتهم الوطنية .