أنا وريموت الحياة السحري

 

لا أعرف مارأيته في تلك الليلة ، هل هي رؤيا أم هو حلم أم هي أضغاث أحلام ؟؟.. فقد عثرت في منامي على جهاز ريموت غير طبيعي هو ليس ككل الريموتات ، فهو ليس كريموت الريسيفر ولا يشبه ريموت شاشة العرض ولا ريموت السبلت ، حجمه كبير وأزراره قليلة ، بيني وبينكم خفت أن أضغط على أي زر فيه فقد يكون ريموت عبوة ناسفة وأموت أنا في الحلم ( ياروحي مابعدك روح حتى ولو في الحلم ) ، فقررت أن أنهي مفعوله بإخراج بطاريته ، وأنا أقلبه بين يدي خرج منه مارد ضخم الجثة مفتول العضلات قال لي : شبيك لبيك مارد الريموت بين يديك ، هذا الجهاز الذي بين يديك هو ريموت يتحكم بالحياة ، مجرد أن توجهه أمام أي شخص وتضغط على زره الأحمر يرجع عمره سنة واحدة مع كل ضغطة زر ، فراودتني فكرة بأن أحمل الريموت وأوجهه أمام كل حيتان الفساد الذين سرقوا العراق وعاثوا به فسادا ، فقال لي المارد : ولكن سيصغر عمرهم ويصبحوا حيتانا أكثر نشاطا فقلت له : بل سأبقى ضاغطا على الزر حتى يعود كل واحد منهم من حيث أتى إلى الدنيا ، ثم أخذت الريموت وخرجت مسرعا فسقطت من على السرير وأنا أصرخ بأعلى صوتي : سأردهم من حيث خرجوا إلى الدنيا … سأردهم من حيث خرجوا إلى الدنيا.بصراحة هذا الحلم أو الأضغاث حلم هذه جعلتني أتساءل ، هل هناك ريموت كونترول مخفي يتحكم بنا دون أن نراه ، هل هو الإعلام ، أم الكتب ، أم رجال الدين ، أم الساسة ، أم من ؟؟؟ بالأمس كنا مشغولين بموازنة إنفجارية واليوم نعاني من عجز في الموازنة ، بالأمس كنا مشغولين بقتال دولة إيران المجوس واليوم دولة إيران الإسلامية تدعمنا بقتال كيان داعش ، بالأمس كنا مشغولين بكأس آسيا ، فلونزا الطيور ، ، مجزرة سبايكر ،هجرة الشباب ، الأهوار في التراث العالمي ، تظاهرات مليونية… والقائمة تطول.أليس هناك يد خفية تمسك بريموت يتحكم بنا متى يعلو صوتنا ومتى يخفض ، متى نتقاتل ومتى نتوقف عن القتال ، متى نصنع ومتى نترك المصانع ، متى نتظاهر ومتى نكف عن التظاهر ، متى نسرق ومتى نهرب متى نلعب ونفوز ومتى نخسر ومتى ومتى ومتى…. من سمح لهذه اليد أن تتحكم بنا ؟؟ ومن برمجنا لنكون مطيعين لها ، من يضغط على زر (pause ) ويسكت أصواتنا ، سيأتي يوم هذه اليد تضغط على زر الإطفاء وتنهي كل شيء فينا.ليتنا نصحى من غفوتنا بل يجب أن نصحى من غفوتنا إن أردنا أن نعيش حياة جميلة في بلد مزدهر وأن لا ننتظر من يأتينا بريموت الحياة كمثل ذلك الريموت الذي وجدته في الحلم ، بل علينا أن نبتكر ريموت يليق بنا ويتلاءم مع طموحنا ونكسر كل الريموتات التي هي حولنا وتتحكم بنا .ما يفيد الكلام ، خلي أروح أنام ، غطيني حجية .