من يصطاد الغزال؟

 

 نهاية شهر حزيران من عام 1992 كنا (الزميل الصحفي عادل العرداوي وأنا) في زيارة لمدينة السماوة. ومساء يوم 25/ 6/ 1992 اقيمت امسية ادبية في تلك المدينة، القى فيها الباحث عادل العرداوي محاضرة بعنوان: (الصحافة العراقية والادب الشعبي) وادار الامسية الصحفي والشاعر ناظم السماوي. وقتها تدفق نهر الوطنية شعراً جميلاً، اذ قال السماوي في مطلع قصيدة له:

بجه نهر الفرات امننقصف جسره

وبجه نخل السماوة والطرته السمرة

وبتحريض من (العرداوي) و (السماوي) كنت على منصة الحديث، احاول الطيران بصعوبة ضمن سرب طيور الشعراء.

أم العصافير

صباح اليوم التالي، كنا (العرداوي وأنا) في ضيافة الشاعرالسماوي في دارته العامرة في أحدى ضواحي مدينة السماوة، وتسمى (ام العصافير). وكان اللقاء الصباحي حميماً وادبياً.

ومضت سنوات، قرابة عقدين من الزمان بعد لقاء (ام العصافير) لم التق الشاعر ناظم، او اسمع عنه، ولكن في اذار/ 2008 كنت مهاجراً ومقيماً بدمشق. ويوم (8/اذار/ 2008) ولمناسبة عيد المرأة، شاهدت الشاعر ناظم السماوي، عبر قناة فضائية عراقية، واستمعت اليه يلقي قصيدة له بالمناسبة، وجاء فيها:

 لو ما انت صارت الدنيه، أولافلك يندار

 ولا لون الورد يتباهه بعطوره

ولا ليل المحبة ايغازل العشاك

ولا رسام يكدر يرسم الصورة

ولا عاشك صدك ومسهر ابها لليل

ولا شط العرب يتباهه بالخوره

عراقية او جمال البيهه يمكن سطره التاريخ

من سومر اصلهه احكهه معذوره

استحت عين الغزال اتعاين اعلى الطول او ياصياد يكدر يملي شاجوره

وفي احتفالية اقامتها جريدة (صوت بغداد) مطلع شهر تشرين اول/ 2012 لمناسبة ذكرى صدورها، التقيت الشاعر ناظم السماوي. وعلى المنصة تحدثت عن هذه الوقائع. حينها شعرت ان تداعيات الزمن، قد تركت بصماتها على صحته، وهي ظاهرة نعيشها جميعاً.. له العمر المديد.