الرب لا يريدنا قطيع ماشية للمقدس |
منذ ان خلق الله البشرية ومن عليها وهو يحضها في كل خطاباته الموجهة اليها الى التعقل والتفكر والتدبر فتسمع دوما في هذه الخطابات السماويه (( افلا يعقلون، افلا يتدبرون، افلا يتفكرون، )) ويحضنا على استعمال الاسماع والابصار والافئدة حتى ورد في بعض الاحاديث انه يخاطب العقل بأنه لم يخلق خلقا احب منه اليه وبه يعاقب وبه يثيب وهكذا كانت كل رسالات الانبياء وهكذا كانت كل نظريات المصلحين عبر العصور وبما ان المسار الطبيعي لكل الامم يخضع لقانون ثابت هو قانون التوزيع الطبيعي الذي ينص على ان كل شي يبدأ من القاع الى القمه ثم الى القاع ( من التراب والى التراب) فأن وقائع التاريخ تخبرنا بأن الامم عندما تبدأ بأستخدام عقولها تأخذ بالتطور والارتقاء حتى تصل الى حدود معينه يخشى عليها اهل الاطماع والمناصب فيأخذون بتوجيه الامة الى تجميد عقولهم حفاظا على هذه المكاسب التي حصلوا عليها هم وهنا تبدأ اول خطوات الانهيار على كافة مستوياته فتبدأ الامم بالتراجع جيلا بعد جيل حتى يصبح الفكر من المحركات والدين الصالح هرطقة وكفرا وهكذا بين قول بين صوت السماء الذي يهتف بنا ان نفكر ونعقل ونعلم ونبصر ونسمع وبين صوت كهنة المعبد الذين يصرخون بالناس ان كونوا قطيعا للرب ولاتفكروا ولاتنظروا ولاتسمعوا وهنا حيث ماكان الدين المنحرف كان الجهل والتخلف والانحطاط وكان للشيطان حضور الرب يريدنا بشر يعقلون ويعملون والمعبد يريدنا قطيع يقوده الراعي فيفكر نيابة عنا ويبصر ويسمع عنا ويعشق عنا ولك ان تختار بين ان تكون نعجة في قطيع المعبد او خليفة لرب السماء فالرب لايريدنا ابدا قطيعا من الماشية وان كنا اليوم باغلبنا من حيث نشعر او لا نشعر مجرد اغنام في هذا القطيع الذي يقوده المقدس |