نظرية صراع الحضارات والاستراتيجية الأمريكية |
شهد العالم ما بين 1989-1992، وعلى وفق وصف جيمس بيكر (وزير خارجية إدارة بوش الأب)، ثورات عدة، فالعالم تغير بشكل كبير واستوجب ذلك تغيراً في الأفكار والافتراضات والستراتيجيات الطويلة الأمد، إن لم يكن بالإمكان التخلي عنها. إذ تواترت الثورات والاضطرابات العالمية والانفجارات القومية والاثنية والحروب الأهلية، ومع إن إدارة بوش كان لها دوراً في تفجيرها وإثارتها إلا إنها لم تنجح في السيطرة عليها أو التحكم بنتائجها، وتحقيق أهدافها ومصالحها (البوسنة، والهرسك، والصومال، والعراق... إلخ)، ولذلك فإن صانع القرار الستراتيجي الأمريكي عليه صياغة ستراتيجيات تتعامل مع هذه الفوضى والاضطرابات بما يحقق أهداف ومصالح الولايات المتحدة، وهنا بدأ دور إدارة كلينتون فكيف استجابت لذلك كله؟ استجابةً للتحديات أعلاه قدم صموئيل هنتنغتون نظرية صدام الحضارات التي طرحت مفهوماً جديداً لطبيعة الصراع الدولي، ورأت بأن الصراع الدولي لم ينتهِ بانتهاء الحرب الباردة، بل تغيرت طبيعته من صراع ايديولوجي اقتصادي إلى صراع حضاري ثقافي _ اساسه الثقافة أو الهوية التي تحكم كل حضارة_ بين الحضارات والثقافات الرئيسة في العالم، إذ كتب في كتابه (صدام الحضارات)، الصادر سنة 1996: ((إن الثقافة أو الهويات الثقافية، والتي هي على المستوى العام، هويات حضارية، هي التي تشكل أنماط التماسك والتفسخ والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة. )) أي إن الصراع سيكون ثقافياً حضارياً بين الحضارات الآتية:_
وقدمت النظرية سيناريوهات عدة لرؤيتها وتحليلها لهذه الصراعات ونتائجها، وخلصت إلى أن:_
وبذلك سيدور الصراع الحضاري بين الحضارتين الإسلامية والصينة من جهة، وبين الحضارة الغربية من جهة أخرى، وهو صراع ذو طبيعة اقتصادية دموية، ودعت إلى اجبارهما على السير في الفلك الأمريكي. وحددت سبل مواجهة هذه الصراعات بالآتي:_
ومن ذلك نستنتج بانها نظرية استعلائية تظهر وتبقي التميز والتفوق الأمريكي، وقد أثرت في الستراتيجيات الأمريكية في إدارة كلينتون. |