العلمانيون والإسلاميون وخطاب التحريض المتبادل

 

 من حق أي إنسان أن يكون شيوعياً أو ملحداً أو مثلياً أو خماراً أو سكيراً أو مستمعاً للغناء والطرب والرقص وغيرها فهذه كلها من حقّه ..ولكن ليس من حقه أن يطالب المجتمع الذي يعيش فيه أن يكون مثله وعلى مزاجه..!!

ما نلاحظه اليوم على صفحات بعض الدعاة للعلمانية والمدنية أنهم يهاجمون الإسلاميين بلا هوادة وينتقصون من طريقتهم وتدينهم وهذا نوع من الدكتاتورية الحمقاء ..فليس من حقهم أن يحاربوا المتديينين أو الإسلاميين وأن يسخروا من مراجعهم ورجال دينهم الكبار..وليس من حقهم أن يعملوا على إشاعة الفاحشة في المجتمع وإغراء الشباب المسلم بالرذائل والفواحش والمحرمات بحجة إنها البديل الأفضل والأحسن للبلاد والعباد ….ولكن من حقهم محاربة الفساد والمفسدين والمجرمين..ولايصوروا للناس بإن مشكلة العالم هو الدين أو أهل الدين ..هذا خطأ كبير ..وهذه دكتاتورية عمياء وهي ضد الحريات الشخصية …كما لايحق للإسلامي أن يجبر الناس على الدين ورواياته وأحاديثه وضرورة معرفة رموزه ورجاله ..فضلاً عن إجبار الناس على الإستماع للخزعبلات والخرافات التي أكل الدهر عليها وشرب !!

خصوصاً بعد أن تحولت أغلب دعوات رجال الدين في العالم العربي والإسلامي  من دعوات الرحمة والحب والتسامح إلى دعوات للقتل والحقد والكراهية والبغض بين بني البشر ، أخذ الكثير من أبناء الإسلام اليوم يفضلون الحكم العلماني على حكم الإسلاميين الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في أدارة أمور الدولة العصرية ..وليس فقط الفشل في إدارة الدولة ..بل حطموا كل معاني الدولة العصرية التي تهتم بالإنسان وتجعله يشعر بأنه يعيش في مجتمع مدني متحضر !!

فاليوم نرى الإسلاميين على أنحاء مختلفة …أما دعاة للقتل والذبح والتفخيخ ..وأما دعاة للفتنة والفرقة والطائفية ..وأما دعاة  للخرافة والأباطيل والبدع والضلالات وإعادة المجتمع إلى العصور المظلمة وأثارة النعرات الطائفية وأستجلاب التاريخ ومصائبه وأحزانه وأحقاده وجرائمه ليزجوه في حياة الناس اليوم ليتقاتلوا ويتصارعوا على أمر لايعنيهم وزمان قد فاتهم بقرون وقرون ..!

وجميع هذه الفئات تتحدث لنا اليوم عن الإسلام وقيمه وعظمته …يتحدثون لنا عن  السماح والحب والأخوة والصدق ..ولكنهم أول من يكذب وأول من يقتل وأول من يمكر وأول من يفجر ..أنهم وعلى قول المثل الشعبي (يثرمون بصل برؤوسنا يوميا) دون فائدة تذكر سوى المزيد من القتل والسرقات والتفكك الإجتماعي والبغاء والزنا والفساد والسرقة …!!

إن الشعوب الإسلامية والعربية ملّت من هؤلاء المتحجرين المتطرفين ..كرهتهم وأبغضتهم ..لاتريد أن تسمع خرافاتهم وأباطيلهم ، ولاتريد أن تتحمل شذوذهم ومكرهم وخداعهم ..ولاتثق بكلامهم  بعد اليوم ..!!

نحن لانريد دولة اللعن والسب والشتم ، لانريد دولة العصبيات والطائفيات والخرافات ، لانريد دولة الذبح والتهجير والتفخيخ وقطع الرؤوس ، لانريد دولة الأديان والطوائف والمذاهب ، بل نريد دولة الإنسان ..نريد دولة المؤسسات والقانون ..نريد دولة الوطن للجميع ..والجميع للوطن ..!!

مع ملاحظة : أنا أعرف أحد الأشخاص في منطقتنا وهو يحتسي الخمر منذ عشرات السنين وحتى اليوم بشكل علني وكل المنطقة تعرف به ..ولاأحد يعترض سبيله أو يسخر أو يهزأ أوينتقص من قدره ..بالعكس هو يحوز كل الإحترام ولكنه لايحترم الناس ..رغم أن أغلب جيرانه من المعممين والشيوخ ..وفي الأيام الأخيرة راح يشتم المعممين ويستهزئ برجال الدين ويدعو إلى محق الإسلام وفتح البارات والملاهي في المدن ذات الطابع المحافظ ..!!

هذه الحرية العلمانية والمدنية نحن نرفضها جملة وتفصيلاً .. ولانقبل بها ..لإنها لاتقل وحشية وجهلاً عن داعش وأخواتها ..!