حي الحرية مصنع الكفاءات

 

 على مر الدهور يتسامى اسم بغداد , اصالة وتجديدا , وما زالت عاصمة الدنيا وقبلة الباحثين عن الجمال والحضارة وهي في موضع صدارة العالمين القديم والحديث بالرغم من جسامة التحديات التي تتعرض لها وهول الاحداث .. ومن مناطقها النابضة بالحياة هي مدينة الحرية في جانب الكرخ من نهر دجلة الخير او كما يحلو للكثير تسميتها بحي الحرية او مدينة الهادي التي اوعز بتشييدها وصي المملكة العراقية عبد الاله واشرف على توزيعها الباشا عبد الهادي ثم اردفها الرئيس الاسبق عبد الكريم قاسم ببنايات اخرى ووزعها على فقراء العراق حينذاك ..

هذه الرقعة البسيطة من ارض الحضارات كانت وما زالت اما ولودا تنجب كبار المفكرين والباحثين وشهداء العقيدة والمبدأ الحر ورياضيين وصحفيين وفنانين يشار اليهم بالبنان اينما وجدهاعلى ظهر البسيطة وفي مدينة الحرية تجتمع قلوب وعقول المواطنين عند حب الوطن ويطبعون لنا صورة ترتسم عليها مسحة زاهية من الظلال والاضواء والاطياف هي بلا شك تمثل البيئة الشعبية البغدادية الخالصة حيث يسهر الخفراء على حراسة القيم النبيلة وادامة المشاعر الشفافة والالفة التي يفتقدها عالم اليوم ..

ولكنها مع كل هذا وذاك اهمال المسؤولين الواضح على كافة الصعد والمستويات وقد اتخم المعنيون مواطنيها بوعود كثيرة لاامل بتنفيذها ويحكمها مجلس محلي يكتفي بالنظر من بعيد لنقص الخدمات وفساد الادارات ولا يقوى على محاسبة وتنبيه بائعي قناني الغاز المتجولين وهم يجوبون الازقة السكنية للحي بسياراتهم وقد ضغطوا باصابعهم على (الهورن) المزعج للاهالي في اوقات راحتهم وعودة الموظفين من فترة عمل طويلة وطريق يضج بالسيطرات العسكرية التي لا موجب لاغلبها ..

اجمالا .. يعيش ابناء حي الحرية عصر قلق وضبابية المستقبل المجهول في عيونهم ومداركهم فلا يستطيعون والحال هذه الاقبال على الحياة والتمتع بها .. فالبنى التحتية للخدمات رديئة جدا وان شبكة مجاريها (اكل عليها الدهر وشرب) منذ عدة عقود ويفتقر الحي الى ساحات وقلعات رياضية مجانية ولا تجد في هذا الحي المترامي الاطراف مرآباً نظامياً ولا حدائق عامة تقصدها العوائل للتنفيس عن ضغط الحياة وهمومها ..

وعلى كل حال .. توسعت وتتسع رقعة هذا الحي الجغرافية ولم يعد كما كان على عهد الوصي والباشا وقاسم (رحمهم الله تعالى) واضحى الحي لا يقبل باقل من توصيف (قضاء الحرية) .. وختاما ادعو كل من يهمه الامر من المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين الى تصفح وجوه العراقيين كبار الشان ممن رفعوا اسم العراق عاليا في المحافل الدولية ويبحثوا عن اماكن ميلادهم وسيجدوا حتما ان اغلبهم من مواليد حي الحرية ..!؟