عادات مستهجنة

 

أشد ما يثير اشمئزازك ان ترى من يرمى نفاياته من نافذة المركبة الى نهر الشارع سواء كانت قناني مياه فارغة او اعقاب سجائر او قناني المشروبات الغازية وغير الغازية، مما يدلل على ذلك ان هذا الشخص قذر في بيته وسكنه ولا احساس له بالمواطنة والنظافة وتحسين البيئة.وأشد ما يثير اشمئزازك ايضاً ان ترى رجلاً يقود مركبته وهو يضع طفله الصغير في حضنه بموازاة مقود السيارة مما يدلل على غباء هذا الشخص وعدم اكتراثه للقوانين والانظمة والتعليمات بل واستهزائه بحياته وحياة طفله، في وقت تمنع كل قوانين  المرور في الدول المتحضرة جلوس الاطفال في المقعد الامامي جنب السائق، بل وتلزم وضع الاطفال في المقاعد الخلفية محاطين بأحزمة الامان!. واشد ما يثير اشمئزازك ان يتوقف موكب عرس في الشارع العام قاطعاً سير المركبات الاخرى التي لا دخل لركابها لا بالعريس ولا بالعروس، ثم يقوم بعض الصبية والمراهقيين بالنزول من المركبة لكي يرقصوا هازين اردافهم وخواصرهم واكتافهم ورقابهم واياديهم في شكل حلقة دائرية او مستطيلة او مثلثة حسب عدد الراقصين غير آبهين بالذوق العام واحفية الاخرين باستخدام الشارع، لان الشارع ليس ملكاً صرفاً ولابائهم واجدادهم يعملون به ما يشاءون ويرقصون على انغام الطبول والهارمونيكا!.أشد ما يثير اشمئزازك من افعال مستهجنة ان ترى من يحاول عبور الشارع وكانه يمشي على بيض يخاف عليه ان ينكسر، يمشي الهونيا على وجل دون ان يأبه لحركة المركبات بل وبازدارء تام وبسخرية واستهزاء. واشد ما يثير اشمئزازك ان يأخذ احدهم حقك في الطابور اذا كنت تراجع دائرة ما وتقف مثل البشر الصالحين لانتظار دورك، فيأتيك شخص يضرب عرض الحائط هذا الطابور ويستولي على حقك وحقوق الاخرين بحجة او بدون حجة ذلك لانه على عجلة من امره وكأن الاخرين جاءوا من اجل النزهة والسياحة!.هل اصابك الاشمئزاز عزيزي القارئ مما ذكرت لك، ارجو ان لا يكون ذلك وقديماً قال المتنبي  شاعرنا الكبير:

 

ليس كل ما يتمنى المرء يدركه

 

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.