المتوالية العددية ٤ إرهاب ، ٤ كلينكس ، ٤ إحتجاج !! |
يبدو أن شهية من إبتدع وإبتكر قانون ٤ إرهاب لا زالت قريحته مفتوحة لتأتي بالمتواليات السجعية من الجمل التي تدور رحاها حول الإنسان وحريته في الإعتقاد والتفكير والتظاهر والإحتجاج . ولا زالت خلفيتنا إنتقامية في تطبيق القوانين فلا يمكن أن يسلم منها حتى من يقف على قارعة الطريق مندهشاً مبهوراً بما يحدث حوله من ويلات ومصائب بحجة أنه لم يخرج للترويح عن النفس بل خرج ليتظاهر مع المتظاهرين .
هذا المقياس أصبح شائعاً ولا يفلت منه حتى من يريد أن ( يتنحنح ) أو ( يتنفس ) ، وقريباً نسمع بقانون ( ٤ تنحنح ) و ( ٤ تنفس ) . وقس على هذا المنوال عشرات ومئات الأسماء بأن تضع أمامها الرقم ( ٤ ) وهي متوالية لا تنتهي مثل ( بطالة ، فقر ، مرض ، أمية ، تعليم ، سكن ، إيجار ، تشرد ، نزوح ، إختطاف ، سرقة ، كهرباء ، ماء ، دواء … إلخ ) .
ومهما كانت الأعذار والمبررات فسيلتف حول عنقك الحبل ، ويطبق عليك مقياس ( ريختر ) للهزات والزلازل مهما كنت بعيداً في باطن الأرض .
هناك أمثلة شعبية تنطبق على حالنا وهي كثيرة ومنها هذا المثل ( بين حانه ومانه ضاعت لحانه ) . ولمن لا يعرف معنى المثل إليه أصل الحكاية .
( تزوج رجل بإمرأتين أحدهما إسمها حانه والثانية إسمها مانه ، وكانت مانه صغيرة السن ولا يتجاوز عمرها العشرين عاماً بخلاف مانه التي يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها ، فكان كلما دخل الرجل حجرة حانه تنظر إلى لحيته وتنتف منها كل شعرة بيضاء وتقول له يصعب عليّ أن أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت ما زلت شاباً . فيذهب إلى حجرة مانه فتمسك لحيته هي الأخرى وتنتف منها الشعر الأسود وهي تقول له يؤلمني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت كبير السن جليل القدر ، ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر يوماً في المرآة ، فهاله ما شاهد من نقص كبير في لحيته ومسكها بعنف وقال :- ( بين حانه ومانه ضاعت لحانه ) ، ومن وقتها صارت مثلاً .
الإختطافات هذه الأيام على قدم وساق بين صفوف المتظاهرين والناشطين المدنيين وأخذت تغطي كافة المدن التي تتظاهر رغم سلمية التظاهر الذي كفله الدستور العراقي ، ولم يمر إسبوع إلا ونحن نسمع بإعتقال وإختطاف وتغييب بعض الناشطين الذين رفعوا أصواتهم عالياً من أجل التغيير نحو الأفضل والأحسن وضد الفساد والمحسوبية والسرقة ، ومن أجل توفير الخدمات والحياة الإنسانية الكريمة .
أيها السادة الذين بيدكم الآن مصير الناس والعباد ، لم يعد أمامنا وأمامكم متسع من الوقت ، ولم تعد لحانه كثيفة ( لتنتفوها ) أكثر ، إتقوا الله لأن ماتقومون به ستحاسبون عليه يوماً مهما طال الزمن ( فإن غداً لناظره قريب ) .
|