خيطوا بغير هذه المسلة!! "الاستجابة الشرطية" في تفكير مالك قبطي وأصحابه
تفاجأت بملف وصلني من "المحاضر النابغة والمفكر والمحلل السياسي" مالك قبطي إلى ايميلي الشخصي، ولست معتادا على استلام مثل هذه الجواهر الفكرية من علامة بقامته. فتحت الملف فإذا هو مقال بعنوان (الأستيلاء على البيوت والعقارات العربية في عكا، فهل الدور اليوم على الناصرة - طبعا المعلم المثقف مالك يقصد "الاستيلاء" - لكن الهمزة بنت الكلب لم تجلس على عرشها).
 يخلط "مالك الجهل" الحابل بالنابل ليجد ما يحرض به نباحا على بلدية الناصرة ورئيس البلدية علي سلام. أول انطباع اعتراني هو الأسف لأن تشارلز دارون الذي عمت شهرته التاريخ الإنساني العلمي  ببحثه العبقري عن أصل الإنسان بما يعرف بنظرية التطور، لم يعش حتى يتعرف على مالك قبطي ويقرأ مقالاته وغزواته الفكرية وتحليلاته السياسية ويرى صورته البهية التي تزين مقالاته وخاصة ابتسامته الموناليزية. ربما كان سيصل إلى استنتاج معاكس!!
ببساطة حشر مالك قامته الهلامية بموضوع  لا يفقه أبعاده ولا مضامينه ولا مواقف البلدية أو رئيسها ، معتمدا على مجرد ثرثرات لا علاقة لها بموضوع بالغ الأهمية والحساسية ، حول خطة جديدة  لتطوير البلدة القديمة، بعد الخطة السابقة في فترة الجبهة، التي أفرغت السوق من حركته التجارية.
 في جذور الخطة الجديدة كما جاء بكتاب التكليف الحكومي حسب قرار رقم (1551) من تاريخ (17-06-2016) تخطيط وتطوير وإعادة تأهيل مواقع وشبكات سياحية في مدينة الناصرة. 
طبعا لا يمكن ان تجري مثل هذه المشاريع بغياب إشراف بلدية الناصرة وأقسامها المختصة. الناصرة ليست مسيبة وبدون انضباط إداري وإنساني، كما اثبت رئيس البلدية علي سلام في تعامله مع مختلف القضايا المطروحة التي تؤثر على مستقبل مدينتنا الحبيبة ، على تطويرها لتكون مدينة عصرية، وتزويدها بكل ما تستحقه من خدمات راقية ، وعلى رأسها الاهتمام بالتعليم والثقافة والفن ولم يعد سرا ان دار الثقافة  التي باشرت البلدية بتنفيذها  إلى جانب بناء مدارس عصرية جديدة والخطة لبناء جامعة في الناصرة ومبنى عصري جديد لبلدية الناصرة، هي ضمن أهم المشاريع التي وضعت ضمن إستراتيجية العمل البلدي. فقط أستاذ المدرسة مالك قبطي الذي يتمسك بجهله وجهالته، لا يعرف غير النباح على قافلة تسير ولا تنتظره!!
الموضوع الذي تطاول عليه مالك قبطي بغباء نادر يتعلق بقرار الحكومة توسيع مجال نشاط الشركة لتطوير عكا القديمة إلى شركة لتطوير وإصلاح في مدينة الناصرة. ربما يريدنا مالك ان نحصل على ميزانية تطوير من دولة قطر؟ أو من حكومة كوريا الشمالية؟ او من فنزويلا؟
سمعت الكثير من المخاوف حول المشروع، وكان ردي  بسيطا وواضحا، ان ما يجري الحديث عنه عن تصرفات الشركة في عكا القديمة ، سابق لأوانه  لأسباب جوهرية، على رأسها بديهيات ممنوع تجاهلها وهي ان الناصرة ليست عكا لا من ناحية أملاك ولا من ناحية تركيبة المدينة الديموغرافية (السكانية). والأهم ان رئيس بلدية الناصرة ليس رئيس بلدية عكا الذي لا يريد ان يرى عربا في عكا.
مشروع تطوير الناصرة السياحي هو ضمن الرؤية الإستراتيجية الأساسية لبلدية الناصرة منذ وصلت الجبهة إلى إدارة البلدية وطرحت مشروع الناصرة (2000)، واصلا حين قامت البلدية بفترة الرئيس السابق المهندس رامز جرايسي بمشروع تطوير السوق، لم تؤخذ الكثير من الحسابات، ولا اتهم أحدا بالقصور أو بالنية السيئة، وأهمها ان يجري الحفاظ على سوق الناصرة والبلدة القديمة كمركز نشاط تجاري. لأسباب لا تتعلق بمشروع التطوير السابق رغم أهميته وحيويته، سبب إفراغ السوق ونقله الى منطقة مؤقتة في شارع توفيق زياد، في فترة تطويره إلى تفريغه من طابعه التجاري الأساسي، معظم الذين خرجوا من السوق لفترة ما خلال عملية التطوير فضلوا البقاء خارج السوق وهو أمر لم يكن ضمن تصورات المشروع. طبعا لا نتهم احد، الخطة التطويرية السابقة بكل أهميتها لم تثمر ما توقعه الجميع، بل أنتجت واقعا يجب مواجهته بمنطق وحكمة لإعادة الحياة والحيوية إلى السوق القديم. المشروع اليوم يهدف إلى إعادة الحياة التجارية والسياحية النشيطة للبلدة القديمة وخاصة سوقها التاريخي القديم.
الا مالك... يرى ما لا يراه الجميع..علي سلام يظهر له في منامه وفي يقظته.. حين يفتح عينيه وحين يغلقهما. أصبح لديه كابوسا او مرضا نفسيا صعبا أسمه "كابوس على سلام"!!
البعض متخوف ان تقوم الشركة بالسيطرة على منازلهم، خاصة المنازل المستأجرة من عميدار. وكتابات من نوع خرابيش مالك قبطي لا هدف لها إلا التحريض الرخيص، وهو جاهل ويجهل كل تفاصيل المشروع .
يمكن طرح الموضوع على بلدية الناصرة لفهم موقف البلدية من تخوفات المواطنين، وهذا مشروع. التطوير لا يعني إفراغ السوق، بل إعادة الحياة النشطة إليه، والفائدة كما أتوقع ستكون شاملة للجميع وأولا لأهل السوق.
ديوان رئيس البلدية ليس مغلقا أمام المواطنين كما كان الحال في السابق، باستطاعة كل مواطن ان يقابل الرئيس بدون عراقيل، وان يطرح ما يقلقه  حول مئات القضايا. ما اعرفه ان المواطنين بمئاتهم قابلوا الرئيس وتلقوا الأجوبة الواضحة حول قضاياهم وحلت إشكاليات كثيرة، ومنها مشاكل أكثر تعقيدا من تركيبة عقل مالك قبطي .
أسلوب مالك قبطي ومن وراء مالك قبطي يذكرني بتجارب عالم روسي اسمه إيفان بتروفيتش بافلوف الذي وضع نظرية "الاستجابة الشرطية"  التي تميز بين عالم الإنسان الواعي وعالم الإنسان الفاقد للوعي، حيث درب احد القرود على إطفاء النار من برميل مليء بالماء ، ارتبط ذهن القرد بإطفاء النار من الماء الذي في البرميل،  لذلك عندما وضع القرد على شاطئ بحيرة، ووضع البرميل على مسافة 100 متر عبر جسر ممتد إلى داخل البحيرة وأشعل النار بكومة حطب بجانب البحيرة، تصرف القرد مثلما تصرف مالك في مقاله المذكور،  أخذ سطل الماء الفارغ (بهذه الحالة مقالته المذكورة) وركض عبر الجسر إلى البرميل ليجلب الماء منه ولم ينشل الماء من البحيرة الملاصقة للنار المشتعلة. أي ان وعيه لم يستوعب ان الماء في البرميل هو نفسه الماء في البحيرة وله نفس الفعل. أي فقد الحاقدون ومالك نموذج لهم،  العلاقة الشرطية للموضوع، بدل طرح رؤية حول الناصرة وتطويرها، ركض إلى عكا ليجلب حكاية لا اعرف مدى مصداقيتها، وشروط مطابقتها لواقع الحال في الناصرة في الناصرة وموقف بلدية الناصرة ورئيسها السيد علي سلام.