يرى الدكتورفاضل عباس الحسب استاذالإقتصادالإسلامي أن الصراع-اي صراع-يحدث لمصالح أوإعادة توزيع المصالح.(نقلاعن صديقي الدكتور صلاح كاظم الصالحي).وفي إستشرافه لفلسفة الصراع البشري يقول ابن السماك:(لولا ثلاث لم يقع حيف ولم يشهر سيف: لقمة أسوغ من لقمة، ووجه أصبح من وجه، وسلك أنعم من سلك).(سير أعلام النبلاءللذهبي-الجزءالثامن،ص329).وقد فاتت ابن السماك واحدة وهي لذة الامر والنهي وهذا متعلق سايكولوجي له شروطه في فهم تعالي النفس البشرية ونزوعها الدائم نحوالتشبه بالإله فلالذة أعظم من ان تجلس الناس بين يديك تنتظرامرك فتهرول لتنفيذه.وإلا لم يصلنا خبرعن أصحاب السقيفة أنهم كانوا من طلاب اللقمة السائغة أوالوجوه الصبوحة أوالملابس الناعمة. لااريد أن اخوض في الصراع التاريخي فكل مسلم متنوريعرف ماحدث في السقيفة وقد اشرنا الى ذلك في ماسبق لكن مانريد ان نقولة أن بداية الصراع كانت سياسية بإمتيازفلاخلاف على كيفية صلاة او صوم اوصبام أوحج أوزكاة فهذه الخلافات كلها تبلورت في صيغة مخالفة إيديولوجية لتاكيد هوية الإختلاف المذهبي عن الآخربعدماتحدد الخلاف السياسي على من يحكم.البيعة والسقيفة والإرستقراطية القرشية. كانت الإرستقراطية القرشية تدرك حقيقة الصراع على السلطة بعد موت النبي المؤسس ولمن تكون فالحلم في دولة للفقراء كان يراود الكثيرمن فقراءالمسلمين وكان لابدمن الوقوف بوجه هذا الحلم خوفا من تحقيقه فسادة مكة كانواينظرون الى البعيد من المستقبل وهم في قلق من كيفية ترتيبه ليخدم مصالحهم في النهاية بالمقابل لم يدر بخلد احد من فقراء الصحابة ان يكون هو السيد لعلمه بان التراتبية الإجتماعية القائمة على أعراف الجاهلية لم تتغيرفالعبد عبد وإن صار مسلما والسيد سيد وإن ظل مشركا أواسلم كرها ونفاقا وجل ماكانوايطمحون إليه أن يقودهم سيد قرشي قلبه مع الفقراءوكان علي ابن أبي طالب مطمحا للفقراء لذلك التفواحوله وجل أصحابه من المعدمين من قريش الظواهرلان قريش تنقسم الى قريش البِطاح: وهي التي تسكن مكة وتضم بطون : هاشم وأميّة ونوفل وزهرة ومخزومِ وأسَد وجُمَح وسَهْم و تَيْم وعَدِي وقريش الظواهر: وكانوا خليطاً من العوام والأحابيش والموالي يسكنون ضواحي مكةَ وفي شِعاب التلال المجاورة لها .وكانت قريش البِطاح تؤلف ارستقراطيةَ مكة وتهيمن على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في أواسط بلاد العرب وغربها وكانت لهم تجارةٌ واسعة مع اليمن والشام ومن يمتلك المال يكون قريب من السلطة لأن المال والسلطة يتبادلان الفعل والتأثيرمن اجل تقوية بعضهما البعض بدأ الانحدار منذ وفاة الرسول وتصاعد وكانت المؤامرة التي أرادت اغتيال الرسول في مكة هي نفسها التي حاولت بالتالي اغتيال عدد من الصحابة الكبارنعم هي نفسها أيضاً المؤامرة التي حاولت اغتيال أبي بكر بأكلة جذيذة والتي اغتالت كذلك سعد بن عبادة في تلك المؤامرة التي ما أن انكشف من يقف خلفها حتى اتهمت الجن بالقتل. وهي نفسها التي اغتالت عمر بن الخطاب على يد مولى المغيرة بن شعبة حيث يظهر القاتل منتحراً مباشرة ثم تأتي الشورى أو ما سمي بشورى عمر وهي ما يحوم حولها الشبهات ثم تتالت المؤامرات بعد ذلك لتقتص أرستقراطية قريش من الإسلام عن طريق عثمان ووزيره مروان بن الحكم وهذا ماحدث فبعد خلافة ابي بكر وعمرالقريبة من الفقراءوالعادلة في نظر كثير من المسلمين حدث الامر الخطيرفقد تمكنت الارستقراطية القرشية ممثلة بالأمويين من السيطرة على السلطة لتبدءمرحلة من الصراع بين الامويين والمسلمين حتى كانت مرحلة الإمام علي حاسمة الخيارات في التصدي للنقائض التي عملت لها تلك الأرستقراطية ولكنهم لم يستسلموافدارت الحروب والمؤامرات حتى أغتيل الإمام علي ونجحت في النهاية الإرستقراطية القرشية في الوصول الى السلطة لتبقى بها وينطفئ حلم الفقراء في دولة عادلة فضلا عن دولة العدل الإلهي.
|