عن اللسان الملحي والغموض البنّاء |
ابتليت بهوس متعب جداً، يتمثل بمتابعة ما يطرح في ساحة التداول اللغوي من مفردات جديدة: سياسية وامنية واعلامية، ولم تكن مثل هذه المتاعبة، امراً سهلاً. فمنذ اطبق الاحتلال على بلادنا عام 2003 طرحت مفردات جديدة كثيرة بدءاً: من التداول السلمي، والتوافق، مروراً بالاتحادية والاقاليم، وصولاً لمحاربة الارهاب، والحاق الهزيمة به، واخر مصطلح هو: المنخفض السياسي؟! ولكني مصمم على اعداد (جدول) بهذه المفردات، وربما ستضاف للقاموس السياسي. الخروج الآمن اخر مصطح جديد دونته، هو: (الخروج الآمن). وهذه المفردة توضحها المعلومة التالية: خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تعددت الانقلابات العسكرية في سورية. وامام القائم بالانقلاب، احتمالان: اما ان ينجح انقلابه فيصبح رئيساً للبلاد، او ان يفشل فيعين سفيراً والحالة الاخيرة يعبر عنها بالخروج الآمن. ولكن من استورد هذه المفردة السورية، لتصبح مفردة عراقية؟. الله وحده يعلم. الغموض البناء هذه المفردة مثيرة للاستغراب، فالغموض- كحالة عامة- يؤدي الى انحراف البوصلة، وضياع الهدف. فكيف يكون الغموض بناءً؟. والى جانب ذلك،ترددت كثيراً مفردة (غرفة عمليات). واستخدمتها جهات عديدة، الى جانب مفردة (خارطة طريق). لكن مفردة (الجريان البيئي)، ملفتة للنظر، واصارحكم بأنني لم أفهم معناها. اما اين ومتى طرحت للتداول، فاسمحوا لي بالتفصيل التالي: صباح يوم الخميس (18/ 8/2016) كانت دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة، تقييم بالتعاون مع رابطة التطوير الاعلامي، ندوة في مقر الدائرة باسكان غربي بغداد، حول الاهوار. في تلك الاصبوحة تحدثت الاثارية الدكتورة يسرى صادق عن تاريخ العراق اثارياً. وفي محاضرتها تطرقت الى (الجريان البيئي)، ولم التقط دلالات هذا المصطلح لاسباب تتعلق بأجهزة التسجيل والبث. اللسان الملحي من البصرة، وعبر شاشة احدى الفضائيات، تحدث باحث عن (اللسان الملحي)، ولعله يقصد ما تتركه ظاهرة المد والجزر من تأثيرات بيئية في شط العرب، وتفوق عليه باحث اخر بالحديث عن (التأييد الساكت). لكن المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية المقبلة (ترامب) تحدث عن (الوظيفة الصعبة)، ويعني بها (مسؤولية رئيس الولايات المتحدة الامريكية). تتعدد المصطلحات. لذلك نتوقف هنا. |