ما زال العراقيون ينتظرون (اصلاح الحال) لكنهم لم يسمعوا من رئيس الوزراء حيدر العبادي ومن جميع النواب غير (القيل والقال)..! اجور العاملين والموظفين تنخفض والاسعار في الاسواق ترتفع . بين الارتفاع والانخفاض ينسلق أبو أبو المواطنين الفقراء . لم يكتشف رئيس الوزراء حتى الان ان الاصلاح المطلوب لن يتحقق بمجرد الحديث عن (تعديل وزاري) أو (منهاج وزاري)، بل ان الاصلاح يحتاج الى تعديل وتطوير جميع (النظم الادارية) و(النظم الرقابية) و(النظم التنفيذية) و( النظم القضائية) كلها منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى تشكيل (الوزارة العبادية) عام 2014 حيث اغلبها لا يستطيع ان يمنع حدوث خطأ إداري ولا يمنع (فساد مالي) بل كلها تجعل الوزير والمدير والمحافظ والقائمقام والنواب- حفظهم الله ورعاهم - انهم تاج فوق رأس الدولة ..! تقبّل مني يا رئيس الوزراء فكرة متواضعة بسيطة: ان وجودكم خلال عامين كشف بوضوح انكم لا تعرفون حتى الآن الفرق بين (الرقابة) و(التفتيش). الرقابة في الدول الاوربية المتقدمة تعني ببساطة، العلوم الادارية لــ( منع حدوث الأخطاء) .. أما التفتيش فيعني ببساطة العلوم الادارية نفسها لــ( كشف الأخطاء من دون منع حدوثها). انتم يا دولت الرئيس لم (تكشفوا) الاخطاء ولم (تمنعوا) حدوثها لأنكم لم تعاقبوا أحدا بما نصّت عليه القوانين العراقية المتوفرة، و لم تردعوا مَنْ ارتكب خطأ، منعتموه أو كشفتموه..! رحلة الاصلاح المالي والاداري بكل حالٍ خربانة تحتاج الى مليون ميل تبدأ بخطوة واحدة كما قال كونفشيوس قبل 25 قرنا . يقال ان بابا الفاتيكان يوحنا الثاني كان يجلد نفسه بالسياط عقابا لأخطاء اقترفها هو أو غيره من معاونيه وكان صوت السياط يسمع ببرلمان دولة الفاتيكان .. يقال، أيضاً، ان صمت حيدر العبادي عن حكاية (الاصلاح) سببه النسوان في حمّام البرلمان ..!
|