مات رئيس الدولة فأزيح الستار عن قصة الأميرة المسجونة.. هذه قصتها | ||
تماماً مثل النظام الاستبدادي لكوريا الشمالية، عُرف إسلام كريموف، رئيس أوزبكستان الذي أُعلن عن موته يوم الجمعة، بنظامه المستبدّ العنيف، حيث اشتهر عنه سجن ونفي وقتل خصومه السياسيّين. أمّا الحالة الأكثر بروزاً وحساسية، فهي ابنته جلنار كريموفا 42 عاماً، والتي كان يُعتقد أن تكون خليفته المحتملة، قبل بضع سنوات بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. أظهر سقوط جلنار كريموفا، مدى الانقسام في البلاد، ومدى الوحشية التي وصلت إليها قيادة كريموف. احتلّت أخبار كريموفا عناوين الصحف عام 2014، حين وُضعت تحت الإقامة الجبرية من قِبل والدها. وكشفت التسجيلات السريّة التي حصلت عليها بي بي سي، والتي نُشرت في تلك السنة، عن كيفيّة تحوّل واحدة من أبرز وجوه أوزبكستان، إلى السجينة الأكثر شهرة في البلاد. وقالت كريموفا في التسجيلات السريّة التي أُرسلت في وقتٍ لاحق إلى الخارج بواسطة كرت ذاكرة USB "أنا لا أتحدّث عن نفسي الآن؛ نحن بحاجة إلى مساعدةٍ طبيّة". وأضافت "لماذا يتمّ إبقاؤنا في المنزل؟" كما بدت قلقة بشأن ابنتها إيمان التي تعاني من مرضٍ في القلب. هل يعدُّ إسلام كريموف ابنته خطراً على شعبيته الخاصة؟ وفقاً لبرقية أميركية سرية لعام 2008 نشرتها ويكيليكس، اعتادت كريموفا أن تكون واجهة والدها المفضلة، حتى أنّها كانت تُلقّب بالـ(الأميرة الأوزبكية). وبعد تخرّجها من جامعة هارفارد في يونيو حزيران عام 2000، أصبحت مستشاراً لعددٍ من مسؤولي الشؤون الخارجية، وتقدّمت لمنصب نائب وزير الخارجية. في برقية أميركية لعام 2005، وُصفت بأنّها (أكثر شخصية بغيضة في البلاد). وصُوّرت على أنّها جشعة، ومتعطشة للسلطة، واتُّهمت بأنّها تستغلّ قوّة والدها للحصول على مزايا ماليّة خاصّة. وخلص تحليل دبلوماسي إلى أنّ الحملات الأخيرة هدفت إلى تشويه الصورة الأخلاقية لها، ضمن مخطّطٍ كبيرٍ للتخلص منها. ووصف ملف آخرمن 2010 أنّه حتى ذلك الوقت، كان يُعتقد أنّ كريموفا تمتلك أكبر تكتّل في أوزبكستان، كانت تستخدمه لدعم مصالحها التجاريّة الخاصة. ولكن بعد ذلك، بدت الأمور على غير ما يرام. حين توقّفت الشكوك فجأة في عام 2010، أصبحت كريموفا سفيرة لأسبانيا، وممثلة أوزبكستان لدى الأمم المتحدة في جنيف. وفي الوقت ذاته، عملت بنجاح في مهنة الغناء. جون كولومبو الذي أنتج واحداً من أشرطة الفيديو الخاصّة بها، قال لـ بي بي سي في ذلك الوقت "لقد امتلكت كريموفا الدولة! إنّها في كلّ مكان". وبعد فترة قصيرة، هيمنت بشعبيّتها على محطات الإذاعة الأوزبكية. يقول كولومبو "يبدو أنّ الجميع أحبّوها" وهذا يُعدُّ تغيّراً ملحوظاً بعد أن وُصفت (بأكثر شخصية بغيضة) قبل عدة سنوات فقط. ولكن بريق أشرطة الفيديو والموسيقى الخاصّة بها، لم يتفوّق على منتقديها، ففي معرض تمّ تنظيمه في نيويورك عام 2011 لدعم أعمال كريموفا، طالب المتظاهرون بوضع حد لعمالة الأطفال المزعومة في أوزبكستان، وحاولوا لفت الأنظار للوضع الخطير لحقوق الإنسان في البلاد. تمّ إلغاء المعرض من قبل الجهة المنظمة لأسبوع الموضة في نيويورك.
|