اظهرت النتائج الاولية , حسب اعلان المفوضية العليا للانتخابات , بكشف عن حقائق وافرازات جديدة , قد تكون مؤشر لتغيير قواعد اللعبة السياسية , اوقد تكون محطة حاسمة للانتخابات البرلمانية القادمة , وهذه الافرازات الجديدة هي 1 - ان قائمة دولة القانون جاءت في الصدارة الاولى , لكن طعم هذه الصدارة والمركز الاول , لم يعط طعم النصر والنجاح , بل انه ميال الى طعم العلقم والخسارة , وفقدان الدور الفعال والحاسم في التحالفات لهيكلية مجالس المحافظات وان ما افرزت عنه هذه الانتخابات , ضربت في الصميم هيبة وقوة ومكانة وشعبية قائمة دولة القانون وحكومة السيد المالكي , رغم انه حسب بيانات المفوضية , بانه حصل على المرتبة الاولى في ( 8 ) محافظات , ولكن مما يزيد الطين بلة , بان اغلب المقاعد التي حصل عليها ومجموعها ( 95 ) مقعد بعدما كان بحوزته في الانتخابات السابقة ( 164 ) مقعد , اي اغلب المقاعد الحالية التي حصل عليها الان يذهب معظمها الى القوائم التي تحالفت معه وهي ( بدر . الاصلاح . الفضيلة . خضير الخزاعي ) , يعني بالقلم العريض , بان السيد المالكي وقائمته اصبح مرهون واسير في ارادة هذه القوائم المتحالفة معه , وبذلك خسر دور اللاعب الحاسم . ان هذا التراجع في طعم الخسارة الفادحة , جاءت كرد منطقي وطبيعي , للاحباط والسخط واليأس والتذمر , من اداء السيد المالكي , وانه سيواجه عراقيل وصعوبات جمة في تحقيق الولاية الثالثة , وفي الانتخابات البرلمانية القادمة 2 - ائتلاف السيد الحكيم ( كتلة المواطن ) حصدت نتائج باهرة ونجاحات واضحة , فقد ضاعفت عدد مقاعدها اكثر من الدورة السابقة , اذ حصلت على اكثر من ( 500 ) الف صوت جديد . وان هذا النجاح يؤهلها ان تصبح اللاعب الحاسم ( بيضة القبان ) في مسألة التحالفات القادمة 3 - ائتلاف السيد الصدر ( الاحرار ) سجل تراجعا ملحوظا , واصبح يحتل المرتبة الثالثة , بعدما كان في المرتبة الثانية 4 - القائمة العراقية سجلت خسائر متوقعة , نتيجة التشتت والتفتيت الى عدة قوائم وكيانات مختلفة , وفقدت مكانة اللاعب الاساسي في التحالفات وفي الواجهة السياسية 5 - من الافرازات الجديدة والايجابية لهذه الانتخابات , دخول قوائم وكيانات جديدة الى مجالس المحافظات , مما يعطيها عامل دفع وقوة وفعالية في المستقبل السياسي , وفي تمزيق شرنقة الكتل الكبيرة , التي استحوذت على جميع المقاعد السابقة . ان دخول كيانات سياسية جديدة , تمثل بداية لكسر الطوق الطائفي , والدخول في الواجهة السياسية كلاعب منافس . ومن هذه القوائم التي حصلت على نسبة من مقاعد في مجالس المحافظات هي --- قائمة الكفاءات السيد ( علي الدباغ ) حققت نجاحات ملحوظة في بعض المحافظات , فقد حصلت على خمسة مقاعد في محافظة بابل , واربعة مقاعد في الديوانية , وفي السماوه على ثلاث مقاعد -- قائمة التيار الديموقراطي , كسرت جدار الطائفي الفولاذي وحققت نجاحات ملموسة في عموم المحافظات , وهذا يعتبر بادرة مشجعة لتحقيق انتصارات مرموقة في المستقبل , فقد اصبح التيار الديموقراطي قوة جماهيرية لايستهان بها , ويعتبر حصوله على عدد من المقاعد ( 12 ) مقعد , كسر للعبة القوائم الكبيرة في تقسيم الغنائم ان من البوادر المشجعة والايجابية , دخول كيانات وقوائم جديدة , وتمثل بداية للانهزام الخطاب الطائفي وللطائفية , ويعني ان سوق الدجل والنفاق السياسي سيواجه معارضة شرسة وحادة , وما على الشعب ان يكمل هذا المشوار الايجابي , بالحضور الفعال في المشاركة القوية في الانتخابات البرلمانية القادمة , لان العزوف والمقاطعة , ليس حلا واقعيا ومنطقيا وعمليلا , لانه سيكرس مساوئ الماضي بشروره وتعاسته واعماله المشينة , ويعني تكريس للوضع المتأزم , وللطائفية ان تلعب وتعبث بالوضع السياسي دون منافس.
|