العراق يدخل موسوعة جينيس لكثرة الأحزاب رؤية في فوضوية الاحزاب السياسية والانتخابات المقبلة

أنتقد خبيرقانوني ما وصفه “بتمادي” قانون الأحزاب السياسية بتأسيس كيانات وأحزاب للدخول في الانتخابات، مبينا ان عدد الاحزاب الحالي وعدد الاحزاب التي ستشكل لاحقا اهلت العراق لدخول موسوعة جينيس) للارقام القياسية)،،،، وقال أن “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلنت قبل ايام ، ان عدد الاحزاب المسجلة لحد الان وفق قانون الاحزاب الجديد رقم 36 لسنة 2015 بلغ 78 حزبا، والارقام تتزايد بالساعات وليس بالايام ذلك ان هذا القانون اوجب على الكيانات السياسية والاحزاب السابقة المسجلة في المفوضية وفق قانون الاحزاب السابق رقم 97 لسنة 2004 التسجيل في المفوضية مجددا على وفق احكام قانون الاحزاب الجديد شانه شان اي حزب جديد لا بد ان يتم تسجيله في المفوضية،،، وأضاف ان “الذي نلاحظه هو التساهل الكبير في موضوع تسجيل الاحزاب عندما اشترط القانون عدد 2000 شخص فقط كشرط لتسجيل الحزب أي قلة عدد الاشخاص المطلوبين لتكوين حزب، وقد تمادى القانون أيضا عندما قرر منح الاحزاب المسجلة ما أسماه بالإعانة المالية السنوية، أي قيام الحكومة بدفع رواتب سنوية للاحزاب الفائزة منها في الانتخابات والتي لم تفز وسواء كان عدد أعضاء الحزب 2000 شخص او اكثر،،،” واوضح “كما حدد قانون الأحزاب اعتبار تشكيل الاحزاب جهة ارتزاق مالية وكم كنا نتمنى على قانون الاحزاب الجديد تقنين عدد الاحزاب وإقلالها بشكل يماثل دول العالم حيث لا يزيد عدد الاحزاب في اية دولة على عشرة احزاب بالكثير وحسبنا في ذلك ان نذكر ان امريكا الدولة العظيمة التي يبلغ عدد سكانها 400 مليون نسمة فيها حزبان هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري والامر ذاته يقال عن الاحزاب في الدول الاوربية والدول الاخرى ولا نعلم ان عدد الاحزاب في دولة ما تجاوز العشرة أحزاب ذلك ان كثرة عدد الاحزاب هي سمة من سمات المجتمعات - إن احتلال بغداد في العام 2003 كان السبب الرئيسي في الإنفتاح على إنشاء الأحزاب السياسية في العراق فحرية إنشاء الأحزاب وزيادة العنصرية والطائفية في العراقـ جعل منه خلية أحزاب تتنافس بصورة مميتة على السلطة وإن غياب الأمن في البلاد جعل منه ساحة للصراع بين هذه الأحزاب فبعد سقوط النظام السابق مباشرة تم إنشاء مجلس الحكم العراقي الذي كان أغلب أعضاءه موجودون في الخارج ويعملون لدى الدول المعادية للعراق ولذا تم استدعائهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي،، والبعض الآخر جاء على ظهر الدبابة الأمريكية ،،، كماإن انتشار الأحزاب قد ساهم بشكل فعال في انتشار القنوات الفضائية حيث أن كل حزب تقريباً يمتلك قناة فضائية فمنها قناة آفاق التابعة لحزب الدعوة الإسلامية وقناة بغداد الفضائية التابعة للحزب الإسلامي والبابلية التابعة لهيئة المصالحة العراقية وغيرها ، الى جانب عدد كبير من الصحف والمجلات ويعكس التشظي والانشطارات التي تشهدها الأحزاب عدم وجود حياة حزبية صحيحة وأن هناك صراعاً على الزعامة، وأصبحت بعض الأحزاب نتيجة لذلك أقرب إلى "دكاكين" لأشخاص يطمعون في الزعامة التي تمنحهم فرصة للحصول على منصب في السلطة أو حقيبة وزارية في الحكومة بوصفهم أمناءً عامين لحزب ما. كما تعكس هذه الانقسامات غياب الديمقراطية داخل الأحزاب نفسها ودكتاتورية القيادة الحزبية حيث تهمش القيادة من قبل رئيس الحزب عند صنع القرار، مما يؤدي بالآخرين إلى الإنفصال عن الحزب وهي واحدة من سمات الحياة الحزبية في العراق، إضافة إلى تفكك وانشطار الأحزاب نتيجة الأزمات الأيديولوجية وضعف التنظيم كما حدث بالنسبة إلى الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة. والمتابع للاحداث يجد ان الكتل الكبيرة والقوى السياسية تمُر بمرحلة من التفكك والتشظي بسبب الصراعات السياسية المستمرة و ان ” ما تمُر به التحالفات السياسية في المرحلة الحالية من صراع داخلي وخلافات ,ادت الى نشوب حرب كلامية واتهامات في ما بينهما في اكثر من مناسبة التحالفات الثلاثة الكبيرة , لا تعيش حالة مثالية في مشوارها السياسي ،،كما نرى ” القوى السياسية الحالية , اما ان تذهب الى تشظي وتفكك وانشاء كتل سياسية صغيرة تحكم نفسها بنفسها , اما الذهاب الى تحالفات كبيرة تشمل التحالف الوطني واتحاد القوى والتحالف الكردستاني لترتيب الاوراق ومعالجة الاخطاء , وبناء قوى سياسية تعمل بتوافق الافكار والرؤى ــ وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، قال قبل ايام أن وضع القوى السياسية لا يدعو إلى الاطمئنان، مشيرا الى وجود حالة من التشظي والتقاطع بينها، فيما دعا الى اعتماد المهنية في ممارسة الدور الرقابي وعدم استخدامه في كسر الإرادات والأذرع