ومن الفقر ماقتل

 

 في الزمن الجميل زمن الحب والامان والشعراءوالاحساس بالجمال وكل ماهو أنساني بحت تربينا على هذه المقولة والتي جعلت منا نفكر لماذا يقتل الحب وهو مطلب لكل أنسان ففيه راحة للنفس وأمان للروح وهو بمعناه الأكثر أتساعاً فالله محبة الوطن محبة الناس محبة أذن كيف يقتل الحب أسئلة كثيرة كانت تتردد في عقولنا الصغيرة أنذاك .

أما الان وفي ضياع الحب والامان والهدوء والأستقرار وضياع الزمن الجميل كيف تتغير تلك المقولة لتصبح بهذه البشاعة وكل هذه القسوة

زمن صعب مر على هذه البلد عاش فيه المواطن العراقي كل أنواع القهر النفسي وأغتيال الأحلام البسيطة والتي هي من حق أي أنسان طبيعي أن يحلم بها ويعيش حياته ورغم بساطة العيش نجد أن هناك من ينام ليله وهو قانع شاكر ربه على كل شيئا.

هنا وبكل هذه البساطة المعروفة عن الروح العراقية النقية التي عانت وتعاني وهي صابرة لامر الله.

ولكن يأتي اليوم على هذا المواطن أن يكره العيش في زمن النفاق السياسي والديني وحتى النفاق الانساني.

فحين نرى السياسين يحتالون على المواطن وبأسم الحكم وبناء الوطن الذي لم نر منها ولا بادرة يمتصون دماء الشعب حتى أصبح الشعب أيضاً يعيش حالة هذا النفاق .

كثير من الحالات الانسانية تغيرت مع تغير الحكومات وتلاعب السياسين في العقول المريضة وغير السوية والتي بدأت بعمليات نصب من مواطن الى مواطن أخر وأصبح من الصعب العيش أو الثقة بأي أنسان أصبحنا نخشى من كل شيء وأنقطعت في داخل الكثيرين أهم صفات الأنسانية مما جعل الانسان النظيف تصعب عليه هذه الحياة بكل مايرى ويذوق فيها من انتقاص لكل ماكرم الله به هذا الانسان.

هذا الامر جعل الكثيرين من المواطنين يحاولون الانتحار او يصابوا بأزمات صحية وقعوا على أثرها أموات وهم مازالوا بريعان الشباب .

سيدة في الخمسين من العمر تقريباً تقف وبكل أصرار على جسر من جسور بغداد وتحاول أن ترمي نفسها من أعلى الجسر ولولا تدخل رجال الشرطة في الوقت المناسب لكانت الان بين يدي الله وتكون بذلك لاعاشت دنيا ولاربحت أخرة

ترى ما الذي جعل من هذه السيدة تفكر هذا التفكير وتحاول انهاء حياتها بذلك الاصرار

حين تم أنقاذها وهي في حالة نفسية محطمة صاحت أتركوني أموت أفضل من أن أعيش هذا الفقر وهذه الحاجة .

أذن أنه الفقر قاتل الابرياء في زمن النفاق أمرأة بهذا العمر وتلك الهيئة الوقورة تفكر هذا التــــــفكير فكيف بنا والشباب وقتل أحلامهم وأصحاب العوائل وصعوبة العيش وكيف الكل يلهث ليوفر لعائلته لقمة العيش.

كيف بأمرأة أستشهد أمام عينها أولادها الأربعة وزوجها كيف لسيدة وقتل أحترقت جثة زوجها وفقدت الأنسان الذي تحبه وكيف وكيف كل هذا يحدث ولاعلم للحكومة فيه أو أنها تعلم ولكن لاتفعل شيئا.

حقيقة ليس لدي معلومات أكثر عن تلك السيدة ولكن بعض الكلمات التي نطقت بها جعلني أتصور او أعرف لماذا تفكر مثل هذه السيدة بالإنتحار .

أمور كثيرة نعجز أمامها لمن نوجه كلامنا هل نتحدث مع المسؤولين او مع أصحاب الأموال أم مع الأنسان العادي الذي فضل الله عليه زيادة في ماله ولم يفكر يوماً بمثل هذه السيدة.

جعل الله نفس الانسان كريمة أبية ومن الصعب على بعض النفوس الأبية أن تقبل أهانة هذه النفس التي كرمها الله.

أن يفكر الانسان بالانتحار يعني أنه وصل الى اليأس من كل شئ وأصبح يفكر أن الغد ممكن أن يكون أصعب وبهذا يكون قد وصل الى تلك المرحلة.

نعود لنقول أن تلك المقولة التي تربينا عليها من صغرنا قد تغيرت حين تغير القاتل.

فليس الحب مايقتل بل الفقر وقسوته هو مايقتل.. لنعود ونقول نحن في زمن النفاق أصبحت لدينا مقولة أخرى وهي:

(ومن الفقر ماقتل)

عسى أن يفهمها أحد