بين اعلامهم الاعور واعلامنا الكسيح

 حسب مقتضى الطبيعه البشرية منذ برأها الله وبث وجودها الاول في هذه الارض فهي تحبث عن كل مايلفت انظارها فكم من صالح من العمل والاهداف العظيمة ضاع في ضجيج هذه الدنيا المزدحمة لانه لم يقيض له الادوات التي تتكفل بنقله وايصاله الى الاخرين بصورة تجعله مقبولا لديهم او ملفتا لانظارهم على اقل تقدير وهذا ماتكفلت به وسائل الاعلام منذ بداياتها البسيطه حتى يوم الناس هذا ولعل النبي ص هو اول من التفت الى اهمية هذا الدور حيث اجاز الوفود وارسل السفراء واكرم الشعراء ودعى لهم ولكن اوضح تجلي للدور الاعلامي هو الموقف الزينبي العظيم في وقعة الطف الخالده الذي لولاه لما كانت هذه الثورة غضة ندية حتى يومنا هذا واليوم وفي عصر العولمة الذي اصبح العالم فيه قرية صغيرة كما يصفه الواصفون ورغم الامكانات المهولة لمعسكر المقاومة والممانعة على كافة الصعد الماليه والعسكريه والبشريه والجغرافيه الذي جعل منهم في موقع الهجوم بعد ان كانوا قرونا طوال مستضعفين مدافعين الا اننا لم نشاهد وسيلة اعلامية واحدة ترتقي الى مستوى الحدث والتحدي مع الاحترام الى المحاولات الخجوله لفضائيات المنار والعهد والاتجاه فكل هذه المحاولات لاتقابل برنامجا واحدا من برامج قنوات التكفير والفتنه والالحاد ومع شديد الاسف ان نرى هذه الامكانات الكبرى تستثمر في مواضيع لاتغني ولاتسمن وقد اكل الدهر عليها وشرب ولنا على ذلك شواهد عديده اوضحها معارك الحشد الشعبي والمقاومة في تكريت وسامراء وبيجي والدور والعلم والفلوجه والخالديه وقبلها مواجهات المقاومة مع قوات الاحتلال التي اذاقته مر الهزيمة والانسحاب ولازالت مواقع المقاومة الكبرى في معارك حلب وبلاد الشام مثار اعجاب وانبهار كل من اطلع عليها من المختصين والمراقبين ولكن كل هذه الوقائع التاريخية الكبرى التي قل نظيرها في التاريخ الحديث قد تذهب ادراج الرياح اذا لم يقيض لها من ذوي الخبرة والاختصاص لينهظوا بهذه المهمة الكبرى والا فأن برنامج واحد من برامج قنوات الفتنة سوف ينسف امام الاخرين كل ماشيدتة هذه الدماء الطاهرة وقديما قال قيصر الروم لاحد الكتاب بعد هزيمته امام شعب البلغار ( اكتب كيف انتصر القيصر على اعدائه فبعد بضع سنين لن يبقى احد ممن شاهدوا المعركة وسيبقى هذا التاريخ الذي كتبناه بأيدينا) فلا زالت عيون الاعلام العالمي عوراء تبصر من جهة واحدة فقط ولن ينفعنا الا اعلام يكون على مستوى المواجهة وكفوء للدماء الزاكية التي تراق كل يوم.