منظر رايته هذا الصباح أدمى قلبي وانأ متأكد بأنه يؤذي جميع العراقيين الشرفاء وأصحاب المروءة باستثناء بعض السياسيين والبرلمانيين . فعندما كنت استقل سيارة احد الأصدقاء توقفنا بطابور من طوابير نقاط التفتيش وما أدراك ما نقاط التفتيش وما يرافقها من ازدحام لا يخفى على العراقيين , وإذا بطفل عراقي الجنسية ومن أبويين عراقيين لا يتعدى 10-12 سنة من عمره يطل علينا من النافذة القريبة لي في سيارة احد الأصدقاء ويقول حجي تشتري مني علبة كلنيكس فقلت له لا أحتاجها فقال إذن خذ علبة من البسكويت المطلي بالكاكاو فتوسل ألينا فنظرت الى وجهه الطفولي فعرفت بأنه ليس من أهل أو سكنت بغداد لملامحه الريفية الجنوبية الجميلة والطيبة الجنوبية الكبيرة التي يحملها والتي ذكرتنا بأصولنا وطيبة أهلنا . ولما ألح علينا بالشراء لظروفه الصعبة وتحمله أعباء عائلته فسألته أين بيتكم فأجابني وياليتني لم أساله وكان جوابه كالصاعقة على قلبينا أنا وصديقي عمو أنا من العمارة (ميسان) . عمارة الخير والعطاء عمارة النفط والبترول والزئبق الأحمر .عمارة التاريخ والحضارة ,مدينة العمارة التي تغفو على آبار النفط وبحارها ومعيلة العراقيين وصاحبة الفضل الكبير عليهم . فنظرت إلى وجهه الطفولي وقلت لصديقي هذا جزاء أحسان أهل العمارة (هل جزاء ألاحسان إلا ألاحسان) ؟فهل خالفنا القران وتعاليم ديننا هنا ؟ أم هذا جزائنا نحن لسلبية انتخابنا للأشخاص والجري وراء الشعارات؟ .وسرحت قليلا وكأني أغط في نوم عميق لماذا أبناء الوسط والجنوب تعاني من أمد بعيد من الاضطهاد والتهميش ؟ لماذا لا نوفر لهذا الطفل احتياجه وعائلته المنكوبة ونساعده لإكمال دراسته وننقذه من براثين الجهل والظلام ؟ لماذا لا تسن حكومتنا المنتخبة والدينية الإطار قوانين للطفولة ونشمله بها ؟لماذا لا نحدد لعائلته الكريمة راتبا ضمن شبكة الرعاية الاجتماعية تصون كرامة العائلة وتسد بعض احتياجاتهم ؟ لماذا لا نوفر لأخويه عملا في محافظتهم ضمن مشروع تطوير ميسان او البصرة القريبة من مسكنهم ؟ لماذا لا نعطيهم حقوقا تقاعدية ونشملهم بقانون ضحايا ألارهاب ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا!!؟ (اسمعت لو ناديت حيا......)
|